كيف يشفي الصوم كل الأمراض ( بحث علمي روسي بقي سراً أكثر من 60 سنة )

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

الصوم مقابل الطب التقليدي

الصوم للشفاء. لنذكر قبل كل شيء أن هذه الطريقة العلاجية تحاربها الهيئات الطبية التي تحدّ نفسها ضمن معادلة “المرض والدواء”، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار قدرات الجسم الطبيعية على الشفاء.

لكن الموضوع يهم العلماء اليوم على مستويات عالية، وحتى لو كانت الموارد المالية غير متوفرة، فالنتائج ملموسة، ومن السهل تكرارها، وأن تكون بمتناول كل مريض.

الصوم هو بالفعل مناسب لكافة الحالات المرضية التي تسبب الانحلال لأجسامنا : حساسية، رومانيزم، أمراض ذاتية المناعة، ارتفاع ضغط، سرطان، انحلال دماغي…كل هذه الأمراض مرتبطة ارتباطاً مباشراً مع النظام الغذائي أو التعرض لمنتجات كيميائية.

برهنت تجارب جرت في الاتحاد السوفياتي السابق أن الصوم يعيد التوازن إلى وظائف عدة أساسية.

استدعي الطبيب يوري نيكولاييف في سنة 1955 لمعالجة حالة إدمان على الكحول عند ابن أحد المسؤولين في الحزب الشيوعي، نيكولاي بولغانين. كانت حالة صعبة فشل في معالجتها العديد من الأطباء. ولكنه تخلص من إدمانه، في خلال ثلاثة أسابيع، بفضل الصوم. وهذا ما أسعد أباه الذي فتح الباب أمام هذا العلاج الجديد.

استطاع نيكولاييف عندها أن يختبر الصوم على العديد من الأمراض الأخرى. ولاحظ نتائج مدهشة عند المصابين بحالات الاكتئاب الانتحاري، الذين يشعرون بأنهم منبوذون وبلا قيمة في مجتمعهم أو عائلتهم. في خلال أسبوعين من الصوم، أصبحوا عموماً أقل قلقاً وأكثر اهتماماً ببيئتهم وبمن حولهم.

نفس الشيء بالنسبة للأشخاص المصابين بالقلق والأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري أو الانغلاق النفسي. بضعة أسابيع من الصوم سمحت لهم بالعودة إلى علاقات اجتماعية طبيعية. عاد معدل النواقل العصبية (أدرينالين، آسيتيلكولين) إلى طبيعته، وكذلك وتيرة إيقاعات الدماغ.

الربو والحساسية الزائدة

هذه الأمراض “الحديثة” كانت منتشرة في الاتحاد السوفييتي في الخمسينات من القرن الماضي. كان المرضى يستعملون أدوية مثل الفينتولين ومركبات الكورتيزون. وهي أدوية تخفف العوارض فترة من الزمن قبل أن تصبح غير فعالة، وحتى مؤذية، فيما بعد. كان هناك العديد من المصابين بالربو بين المرضى النفسيين ولوحظ أن تنفسهم تحسن وكذلك مشاكلهم النفسية.

انتشر العلاج بالصوم في اقسام أمراض الرئة في المستشفيات، بحيث أن طبيباً مثل سيرجي أوزينين استطاع أن يعالج أكثر من 10000 مريض بالصوم، مع نسبة نجاح ملموسة تزيد عن 50 % لمرضى مصنفين غير صالحين. لاحظ في خلال 12 يوماً، أن الخلايا البدينة، وهي خلايا مناعية مليئة بوسائط الالتهاب (هيستامين، بروستاجلاندين، لوكوترين وأنزيمات محللة للبروتين) تتحول وتهضم محتواها. يبدو أن هناك شخص جديد بأفضل صحة، قد ولد.

ارتفاع الضغط

بالنسبة لارتفاع الضغط، النتائج ملحوظة في ظرف بضعة أيام : يعود التريغليسيريد والكولسترول إلى مستواه الطبيعي، ويتراجع الضغط إلى معدلاته المضبوطة، وهذا ما يسمح بالتوقف عن تناول أدوية الضغط.

النقرس

بالنسبة للأمراض التراكمية مثل النقرس، نفس الشيء، والنتائج عموماً جيدة، وتؤدي إلى نمط حياة مقبول جداً.

السكري النوع الثاني

في حالة السكري النوع الثاني، البدء بالصوم يجعل مستوى الغليكوز في الدم ينخفض فوراً، وهذا ما يريح البنكرياس ويسمح للخلايا أن تستعيد حساسيتها الطبيعية على الأنسولين. هنا أيضاً، يمكننا في أغلب الأحيان أن نزيح الأدوية جانباً، مع نظام غذائي طبيعي ومتوازن.

الكآبة

فيما يتعلق ب “أمراض المزاج”، فالنتائج في ألمانيا تؤكد الدراسات السوفياتية. بعد أن يتخلص المرضى من أغلالهم الكيميائية، يستعيدون التفكير الإيجابي، مع تغييرات هورمونية مقابلة : ارتفاع الكورتيزول في الصباح، الدوبامين خلال النهار، السيروتونين في المساء، انخفاض الأنسولين وهورمونات الغدة الدرقية. الفعالية والنجاح على المدى الطويل يتعلقان بالأسباب الأساسية للكآبة.

اكتشاف الدكتور فالتر لونغو الغريب

هناك شيء ما تجعله الحمية القاسية يتغير في جسمنا، ولكن ما هو ؟ هذا هو السؤال الذي طرحه باحث أميركي مشهور : فالتر لونغو. لقد بدأ بفرض أنظمة صوم صارمة جداً على خمائر عنب بسيطة ولاحظ أنها كانت أكثر قوة بوضوح عندما تواجدت بعد بضعة شهور في بيئة نمو مواتية.

لقد كرر تجربته مقارناً بين فئران خاضعة للصوم وفئران تتغذى بشكل جيد. بعد تعريضها للأدوية الكيميائية، كانت النتيجة حاسمة : الفئران التي صامت، بقيت على قيد الحياة بنسبة %100، مقابل %35 في مجموعة المراقبة.

وأفضل من هذا، لاحظ أن الصوم يحمي الخلايا السليمة من التأثيرات المؤذية للعلاج الكيميائي، ولكنه لا يحمي الخلايا السرطانية فهي تتأثر بالسم الذي يدمرها بشكل عادي.

نتائج تجاهلتها الأوساط الطبية على نطاق واسع

أثار نشر أبحاث لونغو ضجة كبيرة في الإعلام لكنها بقيت بدون صدى في المؤتمرات الطبية التي يجري فيها تحضير علاجات الغد.

اليوم، يستند أطباء السرطان إلى فكرتين ثابتتين :

المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي والإشعاعي هم في حالة ضعف، لذلك يجب أن نغذيهم بآي شكل كان؛
السرطان ناتج عن تغييرات جذرية في جينات أنسجة الأورام بدون أي رجعة ممكنة إلى وضعها الطبيعي.
لكننا نلاحظ، بعد 48 ساعة من الصوم، تغييراً في تصرف عدد كبير من الجينات. نلاحظ خصوصاً تباطؤاً مفاجئاً في العملية الني تؤدي إلى الانقسام الخليوي : فالخلايا السرطانية تتوقف عن التكاثر بنفس السرعة.

بالإضافة إلى هذا، نلاحظ تباطؤاً في إنتاج عامل النمو IGF-1، الذي هو محفز فعال لنمو الأنسجة بشكل عام…والأورام بشكل خاص.

في النهاية، إليكم بعض الاحتياطات التي عليكم أن تحفظوها في رأسكم قبل أن تبدأوا الصوم :

خلال الصوم، يخسر الجسم الكتلة الدهنية، وأيضاً الكتلة العضلية. لكن الجهاز المناعي يستخدم بروتينات العضلات لتوليد خلايا قاتلة طبيعية تحارب الأورام والفيروسات. لذلك فالصوم غير محبذ للأشخاص الذين لديهم القليل جداً من الكتلة العضلية لأنه من المحتمل أن تتراجع قدراتهم المناعية.

الأشخاص الذين يعانون من مرض في الكبد أو مرض كلوي مزمن يجب أن يأخذوا رأياً طبياً قبل أن يبدأوا الصوم.
وخصوصاً، بالنسبة للأمراض الذاتية المناعة، الصوم لا يسمح بالشفاء على المدى الطويل بدون تغيير العادات الغذائية في العمق، وخصوصاً إلغاء الحبوب التي تحتوي على الغلوتن ومنتجات الحليب.

الاختصاصية غنى عبد الرضا

تعليقات
Loading...

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More