لماذا يزداد وزنـنا أكثر رغم الاهتمام المحموم بالتغذية والريجيم؟
لا تجالس أحداً إلا وتسمعه يقول أنه ينتبه إلى ما يأكله أو يمارس حمية أو يهتم برشاقته. ومع ذلك تزداد مشكلة زيادة والوزن والبدانة تفاقماً.
ما السبب ولماذا كلّ ما زاد الاهتمام بالحميات زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد؟
الجواب البديهي على هذا السؤال هو أنـنا نأكل أكثر من حاجتـنا. في الواقع، إنَّ نمط عيشنا الحالي، من شقق مزوّدة بتدفئـة واستخدام دائم للسيارة ونشاطات لا تـتطلب جهداً جسدياً، قد خفض حاجاتـنا للطعام.
ففي حين كان الفلاح أو العامل في الماضي يحتاج إلى 4000 سعرة حرارية في اليوم، يكفينا اليوم وفي معظم الحالات أن نستهلك 2000 إلى 2500 سعرة.
كما أنَّ العرض على المواد الغذائية قد تـنوّع بشكل كبـير فيما انخفضت التكلفـة. في الماضي كانت أنواع المأكولات محدودة لكنّ للرتابة وجه إيجابي إذ سرعان ما نملّ من استهلاك الأطعمة نفسها.
أما اليوم فإنَّ التـنوّع يدفعنا نحو النهم والشراهة. وهذه هي إحدى الحجج التي تفسّر فعالية بعض الحميات، فتـناول الخضار المسلوقة طيلة النهار على سبـيل المثال لا يدفع إلى إطالة الوجبة أو إلى تـناول ما يفيض عن الحاجة.
وقد أثبتت التجارب العلميّة أن أفضل وسيلة لزيادة الوزن هي تـنويع الغذاء وتـقديم أطعمة لذيذة.
وبالتالي، سرعان ما يصبح الأشخاص الذين يـتـناولون البـيتـزا وألواح الشوكولا والحلويات وغيرها بدينين، خلافاً لأولئك الذين يخضعون لنظام غذائي يتماشى تماماً مع بنـيتهم الجسدية، ولا يعرضون أنفسهم لهذا القدر من المغريات.
وبغض النظر عن الظواهر الاجتماعية والاقـتصادية، تكثر في الحياة الأحداث التي تعزز زيادة الوزن.
ويساعدنا الاطلاع على هذه المخاطر في تجنّبها، فردّ فعل بعض الأشخاص على حالات الضغط النفسي الشديد، كالوفاة أو البطالة أو الطلاق على سبـيل المثال، يأتي على شكل زيادة في الوزن.
في حين أنَّ البعض الآخر قد يقع فريسة اكتـئاب موسمي. كما يمكنـنا أن نكسب وزناً إضافياً إثر اضطرارنا للبقاء في السرير من دون حراك لفـترة معيّـنة بسبب إصابة أو مرض أو كرد فعل على علاج طبّي.
وتشكّل الاضطرابات الصحية، كالخلل الهورموني خاصة، عنصراً آخر من عناصر مشكلة الوزن الزائد.