كيف تزيد دهون البطن خطر الإصابة بالسرطان
تطلق دهون البطن بروتينات تشجع نمو الخلايا السرطانية
البدانة هي عامل خطورة معروف في التسبب بالسرطان، وخصوصاً سرطان البروستات، القولون أو الكلى. أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة Oncogene أنه كلما كان هناك فائض من الدهون، وخصوصاً على مستوى البطن، زاد خطر الإصابة بالسرطان. فقد اكتشف الباحثون بالفعل أن دهون الأحشاء تطلق بروتينات تغذي نمو الخلايا السرطانية.
تتموضع دهون الأحشاء على مستوى البطن وتحيط بالأعضاء الداخلية، مثل الكبد، البنكرياس والامعاء. بعكس الدهون تحت الجلد، تميل دهون البطن إلى أن تكون ناشطة على صعيد الايض، فهي تفرز مواد مشجعة للإلتهاب وعوامل نمو.
في هذه الدراسة الحديثة، قام باحثون أميركيون بتغذية فئران بنظام غذائي غني بالمواد الدهنية ثم عرّضوهم للأشعة ما فوق البنفسجية لتحفيز نمو الخلايا السرطانية. ثم أزالوا دهون البطن منها فيما بعد. عندما قاموا بتحليل الخلايا، اكتشف الباحثون أن دهون الأحشاء تنتج بروتيناً يسمى عامل نمو الخلايا الليفية-2 (FGF-2) بكمية أكبر مما تنتجه الدهون الموجودة تحت الجلد. ولكن البروتين FGF-2 يشجع على تحوّل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
أخذ الباحثون أيضاً عينات من دهون الأحشاء عند النساء اللواتي خضعن لعملية استئصال الرحم ثم زرعوها في الفئران. لاحظوا ان الأنسجة التي كانت تفرز المزيد من بروتينات FGF2، معرضة أكثر للتحول إلى خلايا سرطانية.
انتقد الباحثون في هذه الدراسة اتخاذ مؤشر كتلة الجسم BMI كمعيار للبدانة. برأيهم، هو لا يعطي مؤشراً على مخاطر البدانة.
إنه مؤشر مستخدم على نطاق واسع ولكن هناك جدل حوله منذ بضع سنوات لأنه لا يأخذ بالحسبان كمية الدهون في جسم شخص، فهو لا يأخذ بعين الاعتبار إلا الوزن الكامل والطول.
يشرح أحد المشرفين على الدراسة قائلاً :”إن البدانة على مستوى البطن وبتعبير أدق مستويات عامل نمو الخلايا الليفية-2 (FGF-2) قد تكون أفضل مؤشر على خطر الإصابة بالسرطان“.
الدهون المتراكمة على مستوى البطن هي خطرة بشكل خاص، وتزيد خطر الإصابة بالسرطان، وأيضاً بالسكري وأمراض القلب والشرايين. الخبر الجيد هنا هو أن تنحيف محيط الخصر أمر سهل نسبياً إذا قمنا بتعديل نظامنا الغذائي ومارسنا الرياضة.