لماذا تظل مروحة محرك السيارة تعمل حتى بعد إطفائه؟

إنه شعور غريب في الواقع: بعد إيقاف السيارة وسحب مفتاحها وإقفالها، تتوقّعون ألا تُصدر أيّ صوت وأن يسود الهدوء إلى حين عودتكم. لكن مروحة محرك السيارة تستمر في عملها في موقف السيارات حيث ركنتموها قبل التوجّه إلى السوبرماركت لتبضّع حاجيات الأسبوع. وهذا أمر ملفت، لاسيّما وأننا في فصل الشتاء حيث ينبغي ألا تعمل… يجب أن تشتغل عندما ترتفع درجات الحرارة. دعونا نخصص بعض الوقت لنفهم ما يجري قبل أن نتخيّل الأسوأ ونُصاب بالذعر.
إليكم السبب الذي يجعل مروحة تبريد المحرك تستمر في الدوران حتى بعد إطفائه.

مروحة في المحرك، ما الهدف منها؟

يجب ألا نخلط بين المروحة الميكانيكيّة في البيت ومروحة المحرك؛ علماً أنهما متشابهتان من حيث المظهر وتستخدمان للغاية نفسها: التبريد. ايجاد تيار هوائي لخفض معدل الحرارة.
تشكّل مروحة السيارة جزءاً من نظام أوسع، وهو نظام التبريد الضروري والأساسي لأنّ عمل المحرك يولّد الكثير من الحرارة. إذا لم تُصرّف هذه الحرارة فستغزو نظام الانتاج كله وتعطّل عمل المحرك. عند رفع غطاء السيارة الأمامي، يمكنكم تحديد المروحة بسهولة فهي تقع قرب المبرّد (رادياتير)، الموصول إلى المحرك بخراطيم تنقل سائلاً مُبَرِداً. وهذا السائل المبرّد هو ماء مع مواد مضافة إليه وتقضي مهمته بالتقاط حرارة المحرك. ستؤدي الدورة في المبرّد، وانطلاقاً من مبدأ تبادل الحرارة، إلى خفض حرارة هذا السائل وتسمح بالحفاظ على حرارة المحرك عند معدّل مقبول.
إنّ المروحة مبرمجة كي تقلع وتعمل ما إن تُسجّل الحرارة 90 درجة مئوية ولا تتوقف إلا عندما تتراجع الحرارة وتسجّل 80 درجة مئويّة.

premium freepik license
مروحة المحرك التي تدور علامة جيدة

يمكنكم أن تطمئنّوا: كافة أجزاء نظام التبريد تعمل. إن لم تعمل المروحة فعندئذ يجب أن تقلقوا. وأن تستمر في الدوران بعد توقّف السيارة هو أمر طبيعي للغاية. فقد اكتشف النظام ارتفاعاً في درجة الحرارة قبل التوقّف ببضع لحظات، ما يعني أن العملية ستُكمل مسارها حتى بلوغ 80 درجة مئويّة.

المروحة التي تستمر بالدوران هي علامة سيئة محتملة

ما ينبغي أن نتنبّه له لاحقاً في هذه الحالة هو: هل يتكرر هذا؟ هل يحصل هذا بشكل منتظم؟ في أيّ ظروف؟ يتعرّض المحرك لضغط أكبر على الطرقات المكسوة بالثلوج، عند تساقط المطر، وفي زحمة السير. بالتالي، سترتفع حرارته ولا بد من تبريده. إنّ كانت السيارة جديدة أو تكاد تكون جديدة، فلا داعي للقلق الشديد إنما يمكنكم أن تقصدوا الميكانيكي للاطمئنان.

إن كان عمر السيارة قد تجاوز 10 سنوات أو إن كانت قد سارت أكثر من 250000كلم فينبغي أن تقلقوا. لا بدّ من فحص نظام التبريد كله بعد كل عملية تغيير للسائل لاسيّما إن كنتم تتنقّلون بكثرة. هل أدّت رحلة الذهاب إلى وضع مماثل، فماذا عن رحلة العودة؟

قبل أن تقصدوا الميكانيكي، يمكنكم أن تفحصوا السيارة بأنفسكم. ابحثوا أولاً عن خزان سائل التبريد وتفحّصوا مستواه وأضيفوا إليه إذا دعت الحاجة. بعدئذ، يأتي دور المبرّد (الرادياتير). وهنا لا بد من تفحّصه بالنظر لاكتشاف أيّ تسرّب فيه. إن كان بارداً فيمكنكم تمرير اليد عليه بحثاً عن أيّ شق أو كسر أو انبعاج. يمكن لأيّ ارتطام قويّ بمطبّ على الطريق أو بحافة عالية أن يلحق الضرر بأسفل المبرّد.

يمكن للميكانيكي وبوسائله الخاصة أن يفحص أنظمة التبريد للتأكد من عدم وجود أيّ تسرّب فيها ومن حسن عملها. سيقوم الميكانيكي بإفراغ السائل المبرّد، والتخلّص من الشوائب، واقتراح حلول لأيّ تسرّب بسيط.
لا يمكن لأيّ شخص أن يلومكم على فضولكم أو حذركم. إنّ التنبّه إلى أنّ المروحة لا تزال تعمل بعد توقّف السيارة، سيسمح لكم في بعض الحالات بتجنّب بعض المشاكل الميكانيكيّة.

السيارةالميكانيكي