أشعر أني لست جميلة وأني سمينة جدًا. كيف يمكنني أن أثير إعجاب الشريك ؟ تُرى كيف يراني…
أشعر أني لست جميلة وأني سمينة جدًا. كيف يمكنني أن أثير إعجاب رجلٍ؟ تُرى كيف يراني…
إذا كنت تعتنقين هذه الأفكار إذًا أنت مثلكِ مثل نساء كثيرات لديكِ صورة سلبيّة عن جسمكِ. صورة الجسم هي الصورة التي تكوّنينها عن جسمكِ في أفكاركِ. بمعنى آخر إنها رؤياكِ لجسمكِ.
تُبنى هذه الصورة انطلاقًا من مصادر عدّة: في الطفولة من خلال المحيط العائلي والمحيط المدرسي ومن خلال الأحاديث التي نسمعها والتصرّفات تجاهنا إضافة إلى البيئة الثقافية التي ننمو فيها.
لذلك منذ نعومة أظافرنا نتعرّض لمقاييس الجمال التي تُمليها علينا عدّة وسائل إعلامية واجتماعية وثقافية: المجلّات والتلفزيون والسينما وحتى الألعاب مثل دمية باربي (Barbie) فنتعلّم ما هو أنثويّ وما هو ذكريّ وما هو جذّاب وما هو ليس جذّاب وما هو جميل وما هو قبيح حتى ما إذا كان يجب أن نكون طويلي أو قصيري القامة ونحيفين أو سمينين.
اليوم النموذج الجمالي للنساء الذي تتباهى به هذه الوسائل هو نموذج عارضة الأزياء، نموذج “المرأة” التي تشبه أكثر فتاة شابّة بل شابًا نحيفًا. ولكنه نموذج غير واقعي: فوزنها هو دون الوزن الصحّي إذ يمثّل نسبة دهون غير كافية وبعيدة عن مقاسات الجسم النسائي البالغ حيث تكون المسافة بين الوركين أكبر من تلك التي بين الكتفَين الأمر الذي يسمح بالولادة. إذًا الجسم الذي تسوق له وسائل الإعلام يتعارض مع الجسم البيولوجي للمرأة.
وعلى الرغم من ذلك تُبنى صورة الجسم مقارَنة مع هذا النموذج. وهكذا نسمع قسمًا كبيرًا من النساء يقلن عن أنفسهّن إنّهنّ سمينات حتى ولو كان وزنهنّ “صحيًا”. ونتيجة هذا النموذج على صورة جسم المرأة هي تصوّرٌ مشوّه عن جسمها وصورة سلبية للجسم.
للأسف الصورة السلبية للجسم تعكس عادة تقديراً منخفضاً للذات: لا نحبّ ذاتنا بشكل كافٍ ونخسر الثقة بالنفس… وبالتالي نفقد الثقة بالعلاقات مع الشريك أو الشريك المحتَمَل.
كيف يمكنكِ أن تتجرأي على الإغراء أو أن تفكّري بأن تكوني مغرية عندما تجدين نفسكِ سمينة وقبيحة؟ كيف تفصحين عن مشاعركِ للآخر في علاقة حميمة إذا كان تقديرك وتعلّقك بجسمك متدنيين؟ كيف يمكنكِ أن تعيشي المشاعر والرغبة ومشاركة الجسمَين والمتعة إذا ركّزتِ على “عيوبكِ”؟
أرأيتِ؟ لصورة الجسم أثر لا يمكن إهماله في الحياة الجنسية وفي العلاقات. يظهر أن النساء اللواتي يقلّلن من تقدير صورة جسمهنّ يملن إلى أن تقلّ رغبتهنّ وإثارتهنّ ومتعتهنّ ونشوتهنّ واستمتاعهنّ الجنسي. إنهن يتجنّبن العلاقات الجنسية ويصبحن أقلّ إيجابية ولديهنّ تصرّفات فيها مخاطرة. بينما النساء اللواتي يتمتّعن بصورة إيجابية لجسمهنّ يعِشن حياة جنسية أسعد في مجملها مهما كان مؤشّرهنّ لوزن الجسم. لذا ما يلعب دوره هنا هو ليس الوزن الذي يحدّده الميزان بل الفكرة التي تكوّنينها عن جسمك!
وبالتالي سيّدتي لا تبقَي مسجونة وحيدة في صورتك المشوّهة وبين الحواجز التي تحبسك في علاقتك وحياتكِ الجنسية. يمكن للأخصائيين الجنسيين أن يساعدوك. يمكن استخدام وسائل شتّى. من جهة من أجل مساعدتك على إعادة بناء تقديرك الإيجابي لنفسك لأن من المعروف أن التقدير الإيجابي للذات يسهّل تطوّر صورة الجسم السليمة ومن جهة أخرى من أجل الابتعاد عن النموذج الثقافي الساري والنظر إلى جسمكِ الذي هو ملكك نظرة عطوفة وأيضًا من أجل مساعدتكِ على إسترجاع قيمة هذا الجسم وجعله مرغوبًا فيه ومتناسباً مع أنوثتكِ المثالية. وأخيرًا من أجل مساعدتك على استعادة هذا الجسم وجعله مثيرًا والشعور به ومعرفة إشارات الرغبة التي فيه!
المشاعر التي تكنّينها عن شكل صورة الجسم لا يُستَهان بها.