ما لم يخبركم به أحد عن مرض السكري…وأدوية السكري !
لماذا ما زالت الهيئات الرسمية الطبية متأخرة عن العلم في موضوع مرض السكري
برغم تراكم الإثباتات العلمية، ما تزال الهيئات الطبية تنصح مرضى السكري ب :
استهلاك كمية ضخمة من السكريات (أكثر من %50 من مصادر الطاقة اليومية)
استهلاك النشويات (خبز، معجنات، بطاطس) في كل وجبة، مع أن هذه الأطعمة ترفع معدل السكر في الدم بقوة وهي متورطة مباشرة في وباء السكري والوزن الزائد الذي يشهده العالم منذ 30 سنة !
تفهمون الآن لماذا نتكلم عن كذبة هنا.
مع ريجيم مماثل، فإن فقدان الوزن يصبح عملية عقيمة…وليس لديكم أي فرصة لشفاء مرض السكري لديكم.
ومع هذا، فإن هذه النصائح هي التي يعتمدها الجسم الطبي حول العالم.
من الصعب أن نفهم سبب هيمنة معلومات خاطئة بهذا الحجم. إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار لوبيات الصناعات الغذائية والدوائية.
- اللوبي الأول لديه مصلحة في أن يأكل الناس الكورنفلكس والسكر، ويشربوا الحليب.
- اللوبي الثاني لديه مصلحة في أن لا يتوقف مرضى السكري عن تناول أدويتهم.
هناك إذن مصلحة مشتركة في المحافظة على التوصيات الرسمية بشأن مرض السكري.
يجب أن تفهموا شيئاً : العثور على مادة تخفض معدل السكر في الدم ليس شيئاً معقداً. الكثير من المختبرات يتوصل إلى هذا.
ما هو صعب، الحصول على هذه النتيجة بدون تدمير الجسم.
لا يرفع الجسم معدل السكر في الدم عبثاً أو بهدف أن يضايقنا. لا نعرف بالضبط لماذا يفعل هذا، لكن يبدو أنه أفضل “حل” وجده لمواجهة الاعتداءات التي يتلقاها، وخصوصاً من ناحية عدم قدرته على هضم الأطعمة الغنية بالسكر والنشويات والفركتوز.
لا تنسوا أن جسمنا يمتلك ذكاءً كبيراً. إنه يعرف أفضل من أي شخص كيف يضعنا في أفضل حالة صحية، حتى لو كنا في محنة.
عملية تنظيم السكر في الدم التي يقوم بها جسمنا تعبّر عن حالة توازن متقدمة جداً، لدرجة أنه من المستحيل تقريباً التغيير في نقطة من السلسلة بدون التسبب بأذى في مكان آخر. لهذا يقتصر دور مختبرات الادوية على تجربة مواد كيميائية، وأغلب الأحيان بشكل عشوائي، راجيةً أن تكون فوائدها أكبر من مصائبها.
ولكن في أغلب الحالات تنتهي الأمور بشكل سيء :
الأدوية من فصيلة Sulfonylureas المستخدمة بشكل شائع ضد السكري، تزيد خطر الوفاة بنسبة %58 مقارنة بالدواء المرجع (مع خطر الوقوع في الغيبوبة أيضاً)؛
دواء السكري Avandia، الذي أُطلق سنة 2002 مع ضجة إعلامية، سُحب من الأسواق سنة 2010 بشكل كارثي لأنه لوحظ (ولو متأخراً) أنه يزيد بنسبة عالية خطر الإصابة بالذبحات القلبية؛
حقن الأنسولين التي من الصعب تجنبها عندما يكون السكري متقدماً جداً، لها تأثيرات خطيرة غير مرغوب فيها، منها…البدانة، وهي تشكل كارثة حقيقية عندما نكون مصابين بالسكري !
بينما فيما يتعلق بدواء Glucophage (Metformine)، فهو أبعد من أن يكون آمناً أو خالياً من الخطورة.
إنه يخلق نقصاً في فيتامين B12 وهو فيتامين يحتاجه دماغكم حاجة ماسة لكي يعمل. إنه يؤدي أيضاً إلى اضطرابات هضمية دائمة، غير مستحبة. وفي حالات نادرة جداً، يقتل المريض نتيجة التسمم بال Lactic acidosis.
حتى لو كان الدواء فعالاً %100 وبدون خطر يجب أن تتجنبوه
كل هذه التأثيرات معروفة ومصنفة. لكن التأثيرات الجانبية ليست هي المشكلة الأكبر.
فالسكري ليس مرضاً يظهر بالصدفة.
إنه نتيجة نظام حياة يعاني من مشاكل (ضغط نفسي، قلة النوم، قلة النشاط الرياضي) ومن نظام غذائي سيء (الكثير من السكر، الفركتوز، النشويات، المنتجات المصنعة والزيوت الغنية بالأوميغا-6 التي تنتج التهاباً في الجسم). السكري ليس إلا عارضاً من عوارض هذا الالتهاب الأكثر ظهوراً. لكن تأثيراته المؤذية على الصحة تصل إلى أبعد من هذا.
بالنتيجة، إذا اكتفيتم بتثبيت فائض السكر في الدم بواسطة حبة سحرية، لن تحلّوا المشكلة التي أدت إلى السكري في العمق…ستواصلون الإساءة إلى جسمكم… وستخربون بالتالي صحتكم !
“لا أستطيع أن أفعل شيئاً، المريض لا يريد أن يتغير”
الكثير من الأطباء يعرفون جيداً كل هذا.
لكنهم يقولون إن الخيار ليس بيدهم…إنهم مجبرون على وصف دواء Metformine لأنهم يتعاملون مع مرضى يرفضون تغيير عاداتهم.
هذا أمر شائع بالفعل. وفي هذه الحالة، يكون الدواء ضرورياً ولا غنى عنه. ولكنني أعتقد أن هناك عدد أكبر بكثير من المرضى مستعدون لبذل الجهود الضرورية إذا واجهناهم بهذه الحقائق :
لا تعتقدوا أن السكري مرض لا يمكن الشفاء منه. من الممكن أن تتغلبوا عليه طبيعياً، والعادات التي تكتسبونها يمكنها أن تحسن أيضاً شكلكم، طاقتكم وصحتكم؛ لا تتبعوا التوصيات الغذائية الرسمية. لقد عفا عليها الزمن. تبرهن الدراسات العلمية الأخيرة أنه من الممكن أن تفقدوا الوزن وتثبتوا معدل السكر بتضحيات أقل بكثير مما تتخيلون؛
لا تتكلوا على الأدوية فقط بل حاولوا مساعدة أنفسكم عبر الغذاء والرياضة والتخفيف من الضغ النفسي.