بحث جديد من هارفارد يكشف عن طريقة مسلية للوصول إلى أعلى مستويات النجاح ! ( الجزء الأول )
نرغب كلنا بجذب النجاح أكثر في حياتنا سواء كان عاطفياً أم مهنياً.
لكن في كل ما نقرأه، يبدو أن هذا يتطلب الكثير من الجهد. لحسن الحظ، أن هناك طريقة مثبتة علمياً ومسلية أكثر، للتوصل إلى هذا النجاح.
شون آشور Shawn Achor هو المؤلف الناجح لكتاب The Happiness Advantage، وهذا بالضبط ما درسه طوال سنوات في هارفارد : السعادة.
وهو ألقى بهذا الخصوص، في مؤتمر TED، محاضرة ناجحة جداً، ومسلية جداً. أفكاره جذبت حتى اهتمام أوبرا وينفري، التي صورت مقابلة معه.
ما هو المميز في أعمال شون ؟ تبرهن أعماله أن النجاح لا يجلب السعادة ولكن السعادة بحد ذاتها تجلب نجاحاً أكثر.
الجزء الأول :
إليكم ما يقوله شون :
“بدل أن نتجاهل الناس الذين تبدو مسيرة حياتهم شاذة أو غريبة، نحن ندرسهم بشكل مقصود. نحن نحاول أن نكتشف لماذا، عندما تكون كل مجالات البيع منخفضة، نجد ثلاثة أو أربعة أشخاص تصعد مبيعاتهم مثل الصاروخ. أو ننظر إلى كلية علوم اجتماعية واقتصادية في شيكاجو، حيث النتائج الأكاديمية تحت المعدل، فنجد عدة طلاب علاماتهم تتجاوز كل المعدلات. عندما ندرس هذه القيم الشاذة، نحن نبحث عن معلومات تساعدنا، ليس على تطوير الناس ليصلوا إلى المعدل المتوسط، ولكن عن طريقة تجعل الناس يقفزون من المعدلات المتوسطة إلى العليا”.
يعتقد شون (وأبحاثه تبرهن هذا) أنكم تستطيعون فعل أشياء لتكونوا أكثر سعادة. وعندما تصبحون أكثر سعادة فهذا يجعلكم أكثر فأكثر سعادة.
أتريدون فرحاً أكثر ونجاحاً أكثر في حياتكم ؟ هذا ما يقوله شون :
1. هل النجاح يجلب السعادة ؟ السعادة تجلب النجاح
نحن كلنا نلاحق النجاح متأملين أن يجعلنا هذا سعداء :
- سأكون سعيداً عندما سأحصل على هذه الترقية
- سأكون سعيداً عندما أحصل على هذه العلاوة
- سأكون سعيداً عندما سأخسر 10 كلغ
لكن الأبحاث تظهر أن هذا ليس صحيحاً. أنتم تبلغون هدفاً وتصبحون بسرعة أكثر سعادة…لكنكم عندها تحاولون الحصول على شيء آخر.
هذا ما برهنته أبحاث شون، أنكم عندما تعكسون المعادلة وتركزون على زيادة السعادة، تحصلون على نجاح أكثر.
إليكم ما يقوله شون :
“إذا استطعنا أن نجعل شخصاً يرفع مستوى التفاؤل عنده أو يقوي علاقاته الاجتماعية أو يرفع مستوى السعادة عنده، فقد تأكد ان كل النتائج في عالم الأعمال والتربية، التي قمنا بهذه الاختبارات من أجلها، تتحسن بشكل ملحوظ. تستطيعون أن تزيدوا مستوى نجاحكم بقية حياتكم وسيكون مستوى سعادتكم مستقراً، لكن إذا رفعتم مستوى سعادتكم وتفاؤلكم، فقد تأكد أن كل معدلات نجاحكم تزيد بشكل ملحوظ مقارنة بما إذا كان سلبياً، محايداً أو متوتراً”.
لاحظت شركة MET Life أيضاً نتائج جيدة عند البائعين السعداء الذين قاموا معهم بتجربة : لقد بدأوا باستخدام الناس بحسب درجة تفاؤلهم، وحتى لو حصل هؤلاء الناس على نتائج متواضعة في “اختبار القدرات” المعتمد في الصناعة. ما هي النتيجة ؟
تأكد أن مجموعة المتفائلين تفوقوا على نظرائهم الأكثر تشاؤماً بنسبة %19 السنة الأولى و%57 السنة الثانية.
كيف يكون هذا ممكناً ؟
شرح شون أن الذكاء والمهارات التقنية تتكهن بنسبة %25 من النجاح فقط :
إذا تعرفنا إلى الذكاء والمهارات التقنية عند موظف، لن نستطيع أن نتكهن إلا بحوالى %25 من نجاحه في العمل. يمكننا أن نتوقع %75 من النجاح المهني على المدى الطويل، ليس بالتعليم ولا المهارات التقنية، ولكن يمكننا أن نتوقعه بثلاثة أشياء أخرى.
إنها التفاؤل (الذي هو الإيمان بأن تصرفكم له قيمته وسط التحديات)، علاقاتكم الاجتماعية ( إذا كان لديكم، أم لم يكن، عمق وحجم في علاقاتكم الاجتماعية) والطريقة التي تتعاملون بها مع الضغوطات.
والطلاب الذين يريدون أن ينجحوا في مستقبلهم عليهم أن يهتموا أقل بالعلامات وأكثر بالتفاؤل.
2. النظر إلى المشاكل كتحديات وليس كتهديدات
قام شون بدراسة على مصرفيين بعد الأزمة المصرفية مباشرة. وكان أغلبهم متوترين بشكل مفرط. لكن البعض منهم كان سعيداً ومرناً.
ما هو الشيء المشترك بين هؤلاء الأشخاص ؟ لم يكونوا ينظرون إلى المشاكل كتهديدات، كانوا ينظرون إليها على أساس أنها تحديات عليهم تجاوزها.
إليكم ما يقوله شون :
“عندما تحدث تغييرات في المشهد الاقتصادي أو المشهد السياسي أو في مؤسسة تعليمية، ينظر هؤلاء الأشخاص الإيجابيون إلى التغييرات ليس كتهديدات ولكن كتحديات”.
إذن يبدو أن هؤلاء الأشخاص يفكرون بشكل مختلف ويجب أن نحسدهم على هذا، أليس كذلك ؟ لا. قام شون بتجربة أثبتت أن هذا الموقف يمكن اكتسابه وتعلمه.
بمجرد أن جعل المصرفيين العاديين يشاهدون فيديو يشرح كيف يجب النظر إلى التوتر والضغط على أنه تحدٍ، تحولوا من مصرفيين حزينين إلى مصرفيين خارقين.
إليكم ما يقوله شون :
“لقد راقبنا مجموعات الناس هذه خلال ثلاث إلى ست أسابيع ولاحظنا أننا إذا استطعنا أن نجعل الناس يعتبرون الضغط النفسي كفرصة للتحسين أو كتحدٍّ بدل أن نعتبره تهديداً، فسنلاحظ انخفاضاً بنسبة %23 في منسوب الضغط النفسي. وينتج عن هذا زيادة ملحوظة ليس فقط على مستوى السعادة، ولكن أيضاً تحسناً عظيماً على مستوى الالتزام بالعمل”.