لماذا الخبز الأسمر الكامل أسوأ من الخبز الأبيض ؟ ( الجزء الأول )
إذا كنتم تقرأون نصائح متناقضة حول ما يجب أن تأكلوه، فليس السبب فقط أن أغلب أخصائيي التغذية متأخرين 20 سنة عن الاكتشافات العلمية…
…بل أيضاً، ما يناسبكم أنتم قد لا يناسب بالضرورة جاركم.
النصائح “الرسمية” مثلاً تعطي أولوية للأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي الأسوأ، أولئك المعرضين للإصابة بأخطر الأمراض.
باستثناء أن…النصيحة الملائمة للسيد أ الذي يتغذى طوال اليوم على التشيبس والمقالي واللحوم المصنعة والبسكويت، ليست بالضرورة ملائمة للسيدة ب التي تهتم بصحتها ونظامها الغذائي.
الخبز هو المثال النموذجي لهذه المشكلة الجدية.
نسمع دائماً ما يقال عن أن الخبز الأسمر أفضل من الخبز الأبيض. لكن هذا ليس صحيحاً بالنسبة لكل الناس. في الحقيقة، بالنسبة لكم أعزائي القراء، الخبز الأسمر الكامل قد يكون أسوأ بالنسبة لصحتكم.
إليكم لماذا :
غنى الخبز الكامل بالألياف والفيتامينات
بالتأكيد، الخبز الكامل لديه ميزة لا جدال فيها على الخبز الأبيض. في نفس الكمية من الاثنين، يعطينا الخبز الكامل :
- مرتين ونصف ألياف أكثر؛
- ثلاث مرات أكثر من المغنيزيوم، مرتين ونصف أكثر من البوتاسيوم ومرتين أكثر من الحديد؛
- ثلاث مرات أكثر من الفيتامين B3 ومرتين أكثر من الفيتامين B6.
ولكن هل تحسم هذه المعلومات النقاش حول الموضوع ؟ ليس فعلاً، كما سنرى.
أولاً، هذه الكميات ليست عظيمة.
حتى إذا ابتلعتم خمس قطع من الخبز الكامل (100غ)، لن تتجاوزوا ربع الحصة المطلوبة من الألياف. أنتم لن تغطوا إلا %18 من الحصة المطلوبة يومياً من المغنيزيوم، 16% من البوتاسيوم، 14% من الحديد. بالنسبة للباقي، فهو أقل أهمية أيضاً.
بينما حفنة كبيرة من اللوز (50غ) ستعطيكم من المغنيزيوم ومن البوتاسيوم ومن الألياف والحديد أكثر من هذه الحصص الخمس من الخبز الكامل.
مع هذه الميزة، نضيف أن اللوز كله فوائد على الصحة تقريباًً. الخبز، بالعكس، لديه عيوبه العديدة :
الخبز الأبيض أو الخبز الكامل : سكريات أكثر سرعة من الكوكاكولا !
تتجه إصبع الاتهام أكثر فأكثر صوب الخبز الأبيض لأنه غني بال “السكريات السريعة”.
هذا صحيح : فمؤشر السكر GI للخبز الأبيض حوالى 70، مثل السكر العادي.
إنه أعلى حتى من الكوكاكولا التي لا تتجاوز 63 !
لكن ما ننسى تقريباً دائماً أن نقوله لكم، هو أن مؤشر السكر للخبز الكامل مرتفع أيضاً مثله مثل الخبز الأبيض.
نعرف أن هذا صعب التصديق.
لهذا أقترح أن تراجعوا جدول ال GI الخاص بجامعة هارفارد. تستطيعون أيضاً أن تراجعوا دراسة علمية صدرت سنة 2013 وبرهنت أن الطحين الكامل ينتج ارتفاعاً في سكر الدم بنفس قوة الطحين الأبيض. بينما تخفيض استهلاك الأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع هي إحدى أهم العوامل التي تفيد صحتكم.
عندما يرتفع مستوى السكر في الدم بقوة، يجد البنكرياس نفسه مجبراً على التدخل بقوة لكي يعيده إلى طبيعته، عن طريق إنتاج الأنسولين.
المشكلة أن كمية الأنسولين الضرورية ل “إطفاء نار السكر” قوية لدرجة أنها تؤدي إلى نقص السكر في الدم في خلال ساعتين : تشعرون عندها بالتعب وبحاجة لتناول أطعمة حلوة.
لهذا فإن السكريات السريعة هي عدو كل الذين يريدون أن يخسروا الوزن. والأسوأ : على المدى الطويل، إنها تسرّع شيخوخة الجسم ويمكن أن تؤدي إلى سكري من النوع الثاني.
وهذا ليس العيب الوحيد في الخبز الكامل :
الغلوتن في الخبز الكامل ليس أقل مما هو في الخبز الأبيض . نميل لننسى هذا، لكنه يحتوي نفس كمية الغلوتن التي يحتوي عليها الخبز الأبيض.
وهناك إثباتات كثيرة تتراكم لتثبت أن قسماً لا يستهان به من الناس يتحسسون على الغلوتن، ولديهم كل المصلحة في تجنبه.
انتبهوا هنا، نحن لا نتكلم المصابين بمرض السيلياك : هؤلاء لا يستطيعون ابتلاع غرام واحد من الغلوتن بدون ردة فعل عنيفة وفورية من الجسم.
لا، أنا أتكلم عن أشخاص سليمين، غير مصابين بمرض السيلياك. فحتى هؤلاء، يمكن أن يؤذي الغلوتن أمعائهم، وهذا ما يسبب أوجاعاً، اضطرابات هضمية وتعباً.
برهنت دراسة حديثة أن بروتين الجليادين الموجود في الغلوتن، يزيد التسريب من الأمعاء نحو الدم عند كل الناس. مع ارتفاع خطر الإصابة بأمراض الأمعاء والأمراض الذاتية المناعة.
هناك تساوٍ إذن بين الخبز الأبيض والخبز الكامل من حيث مؤشر السكر والغلوتن.
لكن ما هو مفاجئ أكثر، أن الخبز الكامل أسوأ من الخبز الأبيض بالنسبة للصحة، وذلك بحسب ثلاثة معايير أخرى.
اقرأوا الجزء الثاني : 3 أسباب تجعل الخبز الكامل أسوأ من الخبز الأبيض ( الجزء الثاني )