عادات أخرى في النظافة والتعقيم نقوم بها كلنا مع أنها لا تفيد في شيء ! (3)
لا نمزح في مسألة النظافة في مجتمعنا! فالخارج من أجسامنا كما الداخل يجب أن يكون نظيفاً من الرأس إلى أخمص القدمين. مما لا شك فيه أن الإعلانات التي تشيطن بكل بلاهة البكتيريا تلعب دوراً كبيراً حتى وإن ارتفعت أصوات متزايدة تندد بتدمير البكتيريا المفيدة وتشدد على أهميتها في الحفاظ على المناعة وتعزيزها. ولن نكذب على أنفسنا وندّعي أن الجراثيم ليست منتشرة من حولنا وأن جهازنا المناعي لا يمكنه أن يخلّصنا منها عند الحاجة!
على أيّ حال، يمكن لهذا الهوس بالنظافة أن يسفر عن خطوات نعتقد أنها أساسية لتجنّب التعرّض للجراثيم؛ علماً أنّ بعضها ليس جنونياً وحسب نظراً لأنّ لا فائدة منه، بل مضرّ بالصحة أحياناً! إليكم لمحة عن خطوات “النظافة” هذه التي ينبغي علينا أن ننساها سريعاً.
1. ترتيب السرير فور الاستيقاظ في الصباح
إنه ردّ الفعل العفوي: ما أن نستيقظ من النوم حتى نعمد إلى ترتيب السرير لنبدأ نهارنا بشكل صحيح!
لكنها أفضل طريقة للحفاظ على العثّ والتسبب بالحساسية… فوضع الأغطية يمنع الفراش من التنفّس ويسمح للعثّ ولمسببات الحساسية بأن تتكاثر في الدفء. في الواقع، نلاحظ أنّ العديد من المستشفيات تعمد لهذا السبب إلى إبقاء الأغطية مطوية عند أسفل السرير الذي يتم إعداده. إذن، لا تكمن المشكلة في ترتيب السرير بل في تغطيته بالكامل، إذ أنه من الأفضل أن نترك الأغطية مطوية لتهوئة البياضات!
2. الايمان المطلق بجيل تعقيم اليدين للحفاظ على نظافتهما!
إنّ نظافة اليدين عنصر أساسي فهما اللتان تنقلان بشكل أساسي الكائنات المجهرية المسببة للأمراض. بالتالي، أنتم لا تغادرون منازلكم من دون الجيل المعقّم المضاد للجراثيم! لكننا نعلم أنّ هذه الوسيلة لا تقارن أبداً بعملية تنظيف حقيقية بالماء والصابون. إذا استخدمنا المعقّم على يدين قذرتين فسنعقمهما إنما ستبقيان قذرتين؛ لهذا، لا بد من استخدام الجيل المعقّم بشكل متقطّع من حين إلى آخر. ويمكن للإستخدام المتكرر والمكثّف لجيل التعقيم أن يترك أثراً ضاراً جداً، فهو يقضي على سبيل المثال على كافة البكتيريا المتواجدة على البشرة حتى الجيدة منها والموجودة بشكل طبيعي عليها، ما يتركنا أكثر ضعفاً وأقل مناعة أمام البكتيريا التي قد تلتصق بها لاحقاً!
ونعلم منذ العام 2013، وبفضل الجمعيات البيئية أنّ هذه المعقّمات هي السبب في ظهور الخلل الهرموني. وتشير دراسة أجرتها جامعة ميسوري إلى أنها تعزز امتصاص الجلد لمادة البيثفينول أ، وهي مادة يُمنع استعمالها في فرنسا في صناعة العبوات أو العلب المخصصة للمواد الغذائية (رضاعات، عبوات…) لأنها تسبب اختلالاً في وظائف الغدد الصماء. وتشير هذه الدراسة أيضاً إلى آثار ضارة أخرى. ففضلاً عن الآثار السلبية على الجلد (الجفاف، التهيّج، الخ…)، يسبب المعقّم أحياناً الحساسية، والغثيان وآلام الرأس… كما أننا لا نعرف مدى سميّته على المدى الطويل. إذن، لا تفرطوا في استخدامه: إنها مكملات نستخدمها عند الضرورة وفي غياب الوسيلة التقليدية وليست بديلاً عنها!
معلومة إضافية: غالباً ما تكون التركيبات التجارية مختلفة جداً عن تلك الموجودة في المستشفيات، لذلك لا سبيل للمقارنة بين آثارها.
اقرؤا الجزء الأول: 3 عادات في النظافة والتعقيم نقوم بها كلنا مع أنها لا تفيد في شيء ! (1)
اقرؤا الجزء الثاني: 4 عادات أخرى في النظافة والتعقيم نقوم بها كلنا مع أنها لا تفيد في شيء ! (2)