كيف تتفادون الإصابة بنوبة قلبية بدون دواء ؟ ( الجزء الأول )
قد يبدو لكم هذا غريباً، ولكن إذا أردتم أن تعالجوا قلبكم، فمن مصلحتكم أن تستشيروا اخصائياً بالتغذية بدل أن تستشيروا طبيب قلب.
طبيب القلب قد يجترح المعجزات كي يفتح شرايينكم عند الضرورة : بفضل التقدم الطبي، إذا أصبتم بذبحة قلبية، ففرصتكم بالنجاة منها مرتفعة جداً إذا وصلت النجدة في الوقت المناسب.
كما أن التقدم التكنولوجي ساعد في تخفيض عدد المتوفين بسبب الأمراض القلبية كثيراً.
لكن هناك مشكلة : عدد المرضى لم يتوقف عن الازدياد !
لأنكم إذا أردتم أن تحموا قلبكم، فأنتم لا تستطيعون الاعتماد على الطب التقليدي.
هوس بالأرقام والأدوية في غير محله
أصبح اختصاص طب القلب أشبه بآلة لتوزيع الأدوية نتيجة الضغوطات التي تمارسها شركات الأدوية العالمية.
عندما يظهر أي رقم مرتفعاً قليلاً في الفحوصات الطبية : معدل الكولسترول، ضغط الدم أو معدل السكر في الدم، يصف لكم الطبيب أدوية لتخفيضه.
لكن هل يساعد هذا في حماية قلبكم ؟ ليس بالضرورة.
لنأخذ مثلاً ارتفاع السكر في الدم الذي يعني الإصابة بالسكري أو ما قبل السكري. نعرف أن المصابين بالسكري معرضين للذبحات القلبية أكثر من غيرهم.
لكن هل نستنتج من هذا أن ارتفاع السكر في الدم هو الذي يسبب النوبات القلبية ؟ وأنه يكفي تخفيض معدل السكر بواسطة دواء كي نحمي مرضى السكري من الذبحات القلبية ؟
بالطبع لا !
ما يجب أن ينتبه له مرضى السكري، من أجل حماية قلبهم، هو أسلوب الحياة الذي قادهم للإصابة بالسكري فهو أيضاً الذي قد يؤذي قلبهم.
بمعنى آخر، الأسباب نفسها (النظام الغذائي السيء، انعدام النشاط الرياضي) هي التي تؤدي إلى السكري ومشاكل القلب.
من الخطر إذن أن نكتفي بأخذ دواء : ليس فقط لن يعالج المشكلة في العمق (التي هي أسلوب حياتكم)، ولكن يُخشى أيضاً أن يثبطكم عن تغيير عاداتكم السيئة، لأنه يجعلكم تعتقدون أنكم “محميون”.
بالنسبة للكولسترول، فالموقف أكثر ضبابية.
لأن معدل الكولسترول المرتفع (بين 2 و3 غرام) لا يعني أنكم معرضون أكثر للإصابة بأمراض القلب ! يكفي أن ننظر إلى اليابانيين : مع أن معدل الكولسترول مرتفع عندهم بشكل عام، ولكنهم أقل تعرضاً لأمراض القلب بنسبة مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بالدول الغربية !
بما أن معدل الكولسترول المرتفع ليس إشارة موثوق بها على أن قلبكم في حالة خطر، لماذا يجب إذن أن تحاولوا تخفيضه ؟
لهذا يقول العديد من الباحثين في مجال الصناعات الدوائية إن تناول الأدوية المضادة للكولسترول غير مفيد (والأسوأ : إنها خطرة جداً نظراً لتأثيراتها السلبية على الصحة).
ارتفاع ضغط الدم هو عامل أخطر بكثير.
من الواضح أن الضغط المرتفع جداً (أعلى من 16) يزيد خطر الإصابة بجلطات دماغية. يجب إذن أن تقوموا بترتيبات لتخفيضه.
لكن من الواضح أيضاً أن ارتفاع ضغط الدم سببه في %95 من الحالات هو عادات الحياة (النظام الغذائي، الرياضة، الضغط النفسي) التي تؤدي إلى…انسداد الشرايين !
إذا اكتفيتم بتخفيض ضغطكم بواسطة الدواء، ستخفضون خطر إصابتكم بجلطة دماغية ولكنكم لن تحموا أنفسكم فعلاً من انسداد الشرايين.
ولكن إذا قمتم بتخفيض ضغطكم بشكل طبيعي عن طريق تغيير أسلوب حياتكم، فأنتم تصيبون ثلاثة أهداف بحجر واحد :
يمكنكم، بالاتفاق مع طبيبكم، تخفيض الأدوية المضادة لارتفاع الضغط ثم الاستغناء عنها بالتدريج؛
تحمون أنفسكم من الجلطات الدماغية بعد عودة الضغط إلى طبيعته؛ وستحمون قلبكم بشكل أفضل من انسداد الشرايين بفضل العادات الجديدة التي تبنيتموها.
لهذا من الأفضل دائماً أن نحاول علاج الشخص بمجموعه وليس فقط أن نكتفي بالتعامل مع أرقام.
عندما نحاول منع الذبحة بالأدوية، قد نخاطر مخاطرة كبيرة
الأدوية المضادة لتخثر الدم هي مثال مرعب على هذا.
في الأسابيع التي تلي الذبحة القلبية، يعطيكم الطبيب أدوية تمنع الدم من أن يتخثر بسهولة.
الهدف بسيط : ما يؤدي إلى الذبحة هو تخثرات الدم التي تسدّ شرايينكم…والدواء يخفف إذن من خطر الإصابة بنوبة قلبية جديدة عن طريق منع الدم من أن يتخثر.
هذا عظيم جداً في البداية، لكنه يخلق مشكلة على المدى الطويل. لأن ميل الدم في جسمنا للتخثر ليس الهدف منه إزعاجنا : فهو يجعلنا هكذا نتجنب أن نخسر دمنا !
نلاحظ هذا عندما نجرح يدنا أو ساقنا : تتشكل “قشرة” فوق الجرح تساعد على التئامه.
نفس الظاهرة تحدث في الشرايين : عندما يتضرر باطن الشرايين، تتشكل جلطة دموية لكي تصلّحه قبل أن ينقطع.
إذا منعتم ظاهرة التخثر الطبيعية هذه بواسطة الأدوية “المضادة للتخثر”، فأنتم تزيدون من خطر انقطاع الشرايين، وعندما يحدث هذا في الدماغ، نسميه نزيفاً دماغياً، وهو في أغلب الأحوال مميت !
أنتم ترون مشكلة الأدوية المضادة للتخثر : إنها تخفض خطر الذبحات وانسداد الشرايين، ولكنها تزيد في نفس الوقت من خطر حدوث نزيف في الدماغ !
والمشكلة الإضافية أن لها تأثيرات جدية غير مرغوب فيها : الادوية مثل الأسبرين تسيّل الدم ولكنها تسبب تقرحات في المعدة.
كل هذا يحدث، مع أنه من الممكن الحصول طبيعياً على تأثيرات مشابهة للأسبرين بدون آثار جانبية وبدون خطر النزيف الدماغي، خصوصاً إذا حرصنا على ان يكون نظامنا الغذائي متوازناً بالأوميغا 3 والأوميغا 6.