متى كانت آخر مرّة أخذت وقتًا في قراءة كتاب، أو مقالة طويلة في مجلتك المفضّلة؟
أتقتصر قراءتك على فيسبوك، وتويتر، ولائحة مكوّنات الحساء السريع التحضير؟
إذا كنت من أغلبية الناس الذين لا يقرأون يوميًّا، فإنّك تفوّت الكثير من الفوائد.
اكتشف حالاً فوائد القراءة اليوميّة.
- تحفّز الدماغ
أظهرت دراسات عدّة أن فوائد القراءة اليوميّة هي التحفيز العقلي الذي يقلّل من تفاقم مرض الألزهايمر والخرف (أو حتّى الوقاية منه بشكل كامل).
السبب بسيط: إبقاء الدماغ ناشطًا من أجل عدم خسارة وظائفه.
يحتاج الدماغ إلى التمرين كسائر عضلات الجسم للحفاظ على صحّته. وتنطبق مقولة: “إمّا نستخدمه وإما نخسره” تمامًا على نشاط الدماغ.
لذا تعتبر الألعاب التي تحفّز فكرنا، مثل الألغاز والشطرنج، مفيدة للغاية لصحّة الدماغ. - تقلّل من مستوى الاكتئاب
تقلّل القراءة من نسبة الاكتئاب والتوتر في ما يتعلق بالعمل والهموم اليوميّة. رواية واحدة قد تنقلنا ببساطة إلى بعد آخر.
مقالة مثيرة للاهتمام قد تغيّر مزاجنا. إذ تخفّف القراءة من أعراض القلق وتريحنا تمامًا. - تحسّن المعرفة
عندما نقرأ، نزوّد دماغنا بمعلومات جديدة – ولا نعلم بتاتًا متى سنستخدمها لاحقّا. كلّما زادت معرفتنا، كلّما أصبحنا أهلاً لأن نواجه التحديّات الجديدة.
إنّها وسيلة تفكير لكم. إذا وصلتم إلى خسارة كل شيء في الحياة – العمل والممتلكات وحتّى الصحّة – تذكّروا بأن لا أحد بإمكانه أن يسلبكم معرفتكم. - تعزّز لغتكم
ترتبط هذه الفائدة مباشرةً بالمعرفة: كلّما قرأنا، تعلّمنا كلمات جديدة، ممّا يتيح لنا فرصة استخدامها في كلامنا اليوميّ.
إنّ التعبير ببلاغة ووضوح هو ميزة لكل محترف. وتعتبر القدرة على التحدّث مع المسؤولين بثقة في النفس وسيلة تعزّز احترام الذات.
كما يمكن لمخزوننا اللغوي أنّ يكون سببًا في تطوير مهنتنا. في الواقع، الناس المثقفون والذين يمتلكون معارف كثيرة في مواضيع مختلفة لديهم فرصةً أكبر في الترقية (في أغلب الأحيان) من الناس ذوي المخزون اللغوي المحدود والمعارف الضئيلة في مجال الأدب عن الأبحاث العلميّة الحديثة والقضايا العالمية الراهنة.
للقراءة أيضًا أثر إيجابي لاكتساب لغة أجنبيّة. فقراءة كتاب بلغة أخرى تتيح الفرصة لتعلّم كلمات تستخدم في سياقه. إذ يحسّن ذلك الكتابة بقدر ما يحسّن التعبير الشفهي. - تحسّن الذاكرة
بغية فهم كتاب ما بطريقة جيّدة، يجب علينا تذكّر العديد من المعلومات: الشخصيات، ماضيهم، نواياهم، تجاربهم، ثم الفوارق الدقيقة، وكافة الأحداث الثانويّة المؤدية إلى الحدث الأساسي.
يتطلّب ذلك حفظ الكثير من المعلومات، لكن الدماغ هو عضو خارق سيتذكّر كلّ الأحداث بسهولة مذهلة.
ومن الرائع حقًّا أنّه كل مرّة نشكّل فيها ذكرى جديدة، نخلق وصلات عصبيّة (تصل الخلايا العصبيّة ببعضها البعض)، ونقوّي أيضًا الوصلات العصبيّة القائمة.
يعني ذلك أنّ القراءة، عبر تشكيل ذكريات جديدة، تعزّز قدراتنا في حفظ الذكريات على المدى القصير وتنظّم مزاجنا. لا بأس بذلك، أليس كذلك؟
- تطوّر قدرات التحليل
هل سبق وقرأتم رواية بوليسية صغيرة، وخمّنتم من قد يكون القاتل قبل نهاية الكتاب حتّى؟ إذا كان الأمر كذلك، لقد أظهرتم قدرات تحليليّة نقديّة ملحوظة: لقد حللّتم كافة التفاصيل المتوفرة من أجل عمليّة تحرّي حقيقيّة.
فقدرة تحليل التفاصيل تلك هي من دون شكّ مفيدة من أجل نقد أحداث كتاب: يمكننا أن نحكم ما إذا كان مكتوبًا بإتقان، وإذا قدّمت الشخصيات بشكل مناسب، وإذا تمّ سرد الحبكة بسلاسة، إلخ.
إذا أردتم يومًا أن تشاركوا وجهة نظركم عن كتاب مع شخص آخر، ستسمح لكم القدرة التحليليّة في التعبير عن رأيكم بوضوح. لماذا؟ لأنّكم سبق أن حلّلتم بداخلكم التفاصيل في خلال القراءة. - تحسّن الانتباه والتركيز
في مجتمعاتنا التي تتمحور حول الأنترنت والأجهزة المتعدّدة الوظائف، كثرت العوامل التي تشتت انتباهنا.
في غضون خمس دقائق، سيقسّم فرد عاديّ وقته بين إنجاز مهمّة واحدة، والتحقّق من إرسال البريد الإلكتروني، وتبادل الرسائل مع العديد من الناس في الوقت عينه (فيسبوك، سكايب، إلخ)، فضلاً عن قراءة حساب تويتر، والتحقّق من هاتفه الذكيّ، والتحدّث مع زملائه! هذا السلوك المفرط النشاط يؤدي إلى التوتر وإبطاء الإنتاجيّة.
عندما نقرأ كتابًا، يختلف الأمر تمامًا. يوجّه انتباهنا لحبكة الرواية. كما لو أن بقية العالم في زوال، ونحن نغوص في عمق تفاصيل القصّة.
حاولوا أن تقرأوا في الصباح لمدّة 15 إلى 20 دقيقة قبل الذهاب إلى العمل (في الباص أو في الميترو مثلاً). ستتفاجأون بالصدى الإيجابيّ على مستوى تركيزكم في العمل. - تحسّن الصياغة
تأتي الكتابة على حدّ سواء مع المخزون اللغوي. ستؤثر قراءة القصص المنشورة والمكتوبة بإتقان إيجابًا في أسلوب صياغتنا. إذ إنّ التكرار، والسلاسة، والأسلوب لدى الكتّاب كل هذا يؤثر حتمًا في أسلوبنا الكتابي الخاصّ.
مثلما يؤثر الموسيقيّون في موسيقى زملائهم، ويستوحي الرسّامون من تقنيّة معلّميهم، كذلك الكتّاب يصيغون مقالات من خلال الاسترشاد بعمل الكتّاب الآخرين. - تريح البال
في الأساس، القراءة هي مرادف للاسترخاء. إضافة إلى تلك الميزة الشائعة، يمكن للمواضيع التي يتناولها الكتاب أن تريحنا وتبثّ فينا سلامًا داخليًّا إلى حدّ كبير.
في الواقع، تعتبر قراءة النصوص الروحيّة عاملاً أساسيًّا لتخفيف ضغط الدمّ وخلق هدوء داخليّ. فضلاً عن ذلك، تبيّن أنّ كتب التطوّير الذاتي تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجيّة، وأشكال بسيطة من الأمراض العقليّة. - وسيلة ترفيه مجانيّة
يفضّل أغلبية الناس أن يحتفظوا بالكتاب الذي قرأوه، ليستطيعوا تدوين آراء أو وضع إشارة على الصفحات المثيرة للاهتمام. لكن الكتب قد تكون باهظة الثمن.
من أجل وسيلة ترفيه أقل كلفة، يمكنكم زيارة مكتبة سمعيّة بصريّة في حيّكم واكتشاف مجلدات لا تحصى متوفرة مجانيًّا. إذ توفّر هذه المكتبات مؤلفات في كافة المواضيع الممكنة. بما أنّها تقوم بتصفية بضائعها بانتظام، وتأتي بمجلدات جديدة، ممّا يجعلها مصدر ترفيه لا متناه.
إذا كنتم تسكنون لسوء الحظ في مكان لا تتوفّر فيه مكتبة أو لا تستطيعون التنقّل بسهولة، إعلموا أنّ للمكتبات السمعية البصريّة خدمة لتنزيل الكتب على شكل pdf على القارئة، والأيباد، أو الكمبيوتر.
علاوة على ذلك، هناك الكثير من مواقع تنزيلات الكتب مجانيًّا. لذلك، ماذا تنتظرون لاستكشافها؟
يوجد نوع أدبي معتمد لكل فئة تتقن القراءة والكتابة. لا يهمّ ما تفضّلون: الأدب الكلاسيكي، الشعر، مجلات الموضة، السيّر الذاتيّة، أو كتب التطوّير الذاتيّ، إلخ. هناك دائمًا كتاب سيلفت انتباهك وخيالك بالكامل.
ألا تعتقدون أنّ الوقت قد حان لإطفاء الكمبيوتر، ووضع هواتفكم على الحالة الصامتة، وأخذ القليل من الوقت لإعادة تجديد روحكم؟