مكملات الكالسيوم تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 86%.
أكد بحث جديد ما اكتشفته دراستان سابقتان أجريتا العام الماضي عن تأثير مكملات الكالسيوم . وفيهما لاحظ الباحثون ان خطر الاصابة بنوبة قلبية ازداد 24- 27 % عند أولئك اللواتي يأخذن 500 ملغ من الكالسيوم باليوم.
ولكن في هذه الدراسة الجديدة التي شملت 24000 شخص تتراوح أعمارهن ما بين 35 و 64 تبين شيء أخطر من النتائج التي بينتها الدراستان اللتان أجريتا العام الماضي.
كان هؤلاء المشاركون قد أخذوا هذه المكملات بشكل مستمر . فلوحظ ان الذين اخذوا مكملات الكالسيوم ازدادت نسبة
اصابتهم بنوبة قلبية 86% مقارنة مع أولئك الذين لم يأخذوا المكملات بالمرة. .
لماذا نأخذ مكملات الكالسيوم بهوس؟
على الناس الا يفاجؤوا من فكرة أن الكالسيوم قد يكون ساماً للقلب والشرايين .
والسبب أننا نعلم أن النوع الخاطئ من الكالسيوم المستهلك في وقت خاطئ قد يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية.
والواقع أن قلة قليلة من الخبراء في علم التغذية قد حذروا منذ زمن طويل من مكملات الكالسيوم.
لعل شيوع استخدام الكالسيوم في كل أنحاء العالم عائد إلى الجهود التي يقوم بها خبراء الصحة التقليديين والمنظمات العالمية مثل منظمة National Osteoporosis Foundation الخاصة بترقق العظم ومنظمة الصحة العالمية التي حددت في العام 1994 تعريفاً جديداً للكثافة العظمية وفيها اعتمدت المنظمة على قياس العظم عند البالغات من العمر 25 عاماً باعتبار ان الكتلة العظمية في هذا العمر تبلغ ذروتها عند النساء.
لقد أدى هذا إلى إعادة تعريف النقص الطبيعي والتدريجي لكثافة معدن العظم الذي يأتي مع العمر وبات يصنف على أنه مرض.
كما أدى ذلك إلى إجبار ملايين النسوة على أخذ الكالسيوم غير العضوي او بالأحرى مكملات بناء العظم” ” الخطرة” والتي لا ضرورة إلى أخذها” حتى، وما كل ذلك إلا في سبيل رفع كثافة معدن العظم من دون وجه داع.
فجأة بات يقال للنساء المعافات جسدياً أنهن مصابات بمرض يسمى ” ترقق العظم”، مع العلم ان كثافة عظمهن طبيعية بالنسبة لعمرهن وجنسهن وعرقهن.
وهنا لا بد من الإشارة ان السبب الأول والثاني وراء موت النساء ليس ترقق العظم بل النوبات القلبية وسرطان الثدي.
وعندما تفكر في أن خطر الموت من جراء كسر في العظم هو ضئيل لا يكاد يذكر مقارنة مع الموت من جراء الكالسيوم الذي يسبب نوبة قلبية أو من جراء الإصابة بسرطان الثدي الناتج عن ارتفاع معدل كثافة معدن العظم( يرتفع الخطر حوالى 300 بالمئة عند أولئك الذين يرتفع معدل كثافة معدن العظم عندهم) ، تعرف عندها ان التبرير للحث على الوقاية من ترقق العظام أخطر بكثير مما نتصور وأكثر أذى للصحة