طريقة الطبيب أبولينير بوشاردات لعلاج مرض السكري منذ 150 سنه( الجزء الثالث)

الأطعمة المسموحة : اللحوم، السمك، البيض (باعتدال)

كل اللحوم مسموحة “مع كل المقبلات التي تفتح الشهية، مع التأكد من أن الطحين لا يدخل في تركيبة الصلصات”.

نفس الوضع بالنسبة للسمك، الذي يمكن “تحضيره مع الكثير من الزيت والقلبل من الخل”. وليس هناك أي مشكلة مع “الحيوانات البحرية الأخرى مثل المحار، بلح البحر، القواقع، الكركند، الضفادع”.

وهو يسجل أن “البيض، بكل طرق الطهو التي يمكن أن تتصوروها، له فائدة كبيرة”. ومن المسموحات أيضاً “الكريما الخالية من الحليب” (الزبدة) و “الأجبان بكافة أنواعها”.

ينصح الدكتور بوشاردات بالتأكيد باستهلاك كل هذه الأطعمة باعتدال.لكنه لا يحبذ الكثير من التقييد للسعرات الحرارية.

هل لاحظ ربما تأثير ال “yo-yo” في الريجيمات ؟ على كل الأحوال، وصفته واضحة :

“رحل معتاد على تحضير وجبات سخية جداً، يجب أن لا يتحول إلى عادات أكثر تقشفاً إلا تدريجياً، ويساعده المضغ البطيء على هذا”.

كميات أكبر من الدهون لتفادي الجوع

إذا كان الدكتور بوشاردات مهووساً بشيء فهو أن مرضاه لا يعانون من الجوع، “إنهم لا يختبرون أبداً هذا الشعور بفراغ المعدة الذي يؤلمهم جداً”.

لم بكن هناك، لحسن الحظ، أدوية كيميائية قاطعة للشهية…لكن كان هناك ما هو أفضل بكثير :”الأطعمة الدهنية”.

لتعويض حذف النشويات والأطعمة المحلاة بالسكر، كان ينصح مرضاه باستهلاك الدهون بكافة أنواعها :

“زبدة، شحم، دهون من كل الحيوانات والطيور”، “زيت كبد السمك” (وهو المفضل عنده)، و”زيوت الزيتون، الجوز، السمسم، اللفت، الكولزا، وكلها معصورة على البارد”.

هل كان متنبئاً هنا أيضاً ؟ لأن الدهون الجيدة مهمة في محاربة الجوع. إنها تساعد على الشعور باكتفاء أكبر بكثير من النشويات والحلويات.

ولها فائدة إضافية أيضاً :”اللحوم، الأسماك، البيض، الخ. يصبح طعمها ألذ عندما ندخل معها الدهون بحكمة”.

وهذا صحيح لدرجة أن المنتجات المصنعة اليوم و”الخالية من الدهون” غنية بالسكر لمحاولة إضفاء بعض النكهة عليها.

في النهاية، نصائح الدكتور بوشاردات تتعارض مع تلك التي يعتمدها الطب الغربي ابتداءً من السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. يقال لكل الناس إن عليهم أن يأكلوا “دهوناً أقل”…وللتعويض عن هذا، عليهم أن يأكلوا نشويات وسكر أكثر…وكما لو أنها صدفة، ففي هذا الوقت بالذات بدأ وباء السمنة والسكري !

ولا ننس النباتات والمكسرات

يركّز الدكتور بوشاردات أخيراً على أهمية النباتات (الأعشاب) :

“يجب علينا إدخال الأعشاب في كل وجبة بكميات معتدلة. وعلينا مضغها جيداً لكي نتجنب انتفاخ المعدة، يجب أن نجمع بينها وبين كمية كبيرة من الدهون، التي تشجع انزلاق الأطعمة العشبية في الأمعاء والتي تكمّل النظام الغذائي”.

إنها نصيحة أكثر حكمة مما نعرفه اليوم عن أن تناول النباتات مع الدهون يساعد على امتصاص أفضل لفيتاميناتها ومعادنها. النباتات الموصى بها عديدة جداً :

“السبانخ، الهندباء، الخس، الهليون، اللوبياء الخضراء، الأرضي شوكي (الخرشوف)، الخيار، ملفوف بروكسل، الزهرة (القرنبيط)، الملفوف (الكرنب)، الرشاد (…) الفطر مناسب أيضاً”.

لكن الثمار الزيتية لا ينساها الدكتور بوشاردات أيضاً :

“بالنسبة للتحلية، الزيتون ملائم جداً مع الجبنة؛ الثمار الأخرى الزيتية مثل الجوز، اللوز، البندق، الفستق (الفول السوداني) تحتوي على القليل من السكر وليست مسموحة بكميات مرتفعة إلا عندما لا يعود البول يحتوي على السكر”.

بشكل عام، هذا الريجيم الكامل سيمنعكم من أن تجوعوا.

لكن الدكتور بوشاردات لديه حيلتان لأولئك الذين يظلون يعانون رغم هذا :”كلوا خلال النهار حبوب الكاكاو المحمصة أو الشوكولا بدون سكر وبدون طحين” (شوكولا %100) وأيضاً أفضل “امضغوا الزيتون”.

النظام البديل للتحضير للغد السعيد

لقد تعرفتم ربما، في كل هذه النصائح، على المميزات الأساسية ل “ريجيم باليو” (بلا حليب وبلا حبوب)، الغني بالدهون والفقير بالنشويات.

هذا هو الريجيم، الذي ساعد في عكس مرض السكري النوع الثاني بحسب دراسات عديدة.

لكن بحسب رأي الدكتور بوشاردات، هذا الريجيم الصارم جداً في البداية يجب التخفيف منه فيما بعد، عندما تتحسن صحة المريض :

“من المهم، في بداية العلاج، أن نجعل الريجيم صارماً حتى نتوصل فوراً إلى الاختفاء الكامل للجليكوز من البول. بعد بضعة أسابيع من عودة البول إلى حالته الطبيعية، يجب أن نعود تدريجياً إلى استخدام الأطعمة النشوية ولكن باعتدال”

عندما يستعيد الجسم قدرته على تثبيت سكر الدم طبيعياً، من الممكن إذن إعادة إدخال الأطعمة النشوية باعتدال، وهذا خبر ممتاز للمرضى :

“بواسطة النظام الغذائي، مع الوقت، والانتباه، أنا أجعل الشخص يتخلى عن العادات السيئة المؤذية، وفي العديد من الحالات، شهدت على استعادة الجسم لانسجام وظائفه. عند عدد كبير من المرضى، يمكنهم العودة إلى استعمال النشويات باعتدال بدون أن يعاود السكر ظهوره في البول”.

إنها إذن مفاتيح ريجيم بوشاردات المضاد للسكري. أنا أنصحكم به إذا كنتم مصابين بالسكري أو في مرحلة ما قبل السكري.

النشاط الرياضي، الضربة القاضية للمرض

يقول الدكتور بوشاردات إن “هناك حالات حيث الريجيم وحده يكفي. لكن التمرين هو شرط مشجع أكثر لجعل آخر آثار الغليكوز تختفي”.

هنا أيضاً، هذه الجملة في محلها عندما نعرف (منذ زمن ليس ببعيد !) أن بعض أشكال التمارين الرياضية فعالة جداً في التغلب على مقاومة الأنسولين عند مرضى السكري. لكن انتبهوا، لا تتساوى كل التمارين :

“التمارين التي تمتلك فوائد إضافية، هي التمارين الجماعية المنظمة جيداً والتي تتزايد صعوبتها تدريجياً، مع نمو القوة، في نادي مجهز بآلات متنوعة، حيث كل الاحتياطات موجودة لتجنب الالتواءات، الخدش والإفراط في التمرين”.

بقول آخر : تمارين العضلات أو كمال الأجسام…في النوادي الرياضية !

وهو يقول أيضاً إن نشاطات مثل المشي السريع مهمة ولكنها لا تعطي الكثير من النتائج. بالنسبة للدكتور بوشاردات، من المهم أنه “بعد التمارين التي يجب أن تستمر ساعة على الأقل، يجب أن يسبح الجسم بالعرق”.

وهذه المرة أيضاً، أثبت العلم الحديث تشخيصه !

أولاً، على صعيد تمارين العضلات. نعرف اليوم أن الكتلة العضلية لها تأثير آلي على السكري : بما أن العضلات بحاجة للسكر، كلما كانت عضلاتكم أكبر، كلما خفضتم كمية السكر التي تجري في دمكم.

ولماذا يجب أن “نسبح في العرق” ؟ لأن تمارين تربية العضلات المرتفعة الشدة، هي الأكثر فعالية لمرضى السكري، وهذا يعني إذا كنتم تمارسون الركض، ركوب الدراجة أو السباحة، من الأفضل أن تقوموا بمجموعات من 5 إلى 8 مراحل سريعة موزعة على 20 دقيقة، من أن تقوموا بجلسة طويلة تتطلب قوة احتمال مع البقاء في نفس السرعة.

الشفاء بدون دواء

وهكذا استطاع الدكتور بوشاردات، بدون أدنى دواء، أن يشفي آلاف المرضى، مع تقوية مناعتهم وصحتهم بشكل عام.

أترك له الكلمة الأخيرة :

“أنا لا أدّعي شفاء كل مرضى السكري الذين لجأوا إليّ طلباً للعناية بهم، لكن أستطيع القول إن العلاج الذي أسسته نجح في إعاقة انتشار المرض والوقاية من نهاية مميتة أو تأخيرها !”

مزيج من التواضع، من الحذر ومن الحس السليم…إنه “ريجيم” آخر يجب أن يكون الطب الحديث بأمسّ الحاجة إليه !

تابعوا : كان هذا الطبيب يشفي مرض السكري طبيعياً…منذ 200 سنة ! وهذا هو سره…( الجزء الأول )

كان هذا الطبيب يشفي مرض السكري طبيعياً…منذ 200 سنة ! وهذا هو سره…) الجزء الثاني )

المصادر

[2] Bioactives in Blueberries Improve Insulin Sensitivity in Obese, Insulin-Resistant Men and Women, April J. Stull et al. J Nutr. 2010 Oct

[3] A Randomized Pilot Trial of a Moderate Carbohydrate Diet Compared to a Very Low Carbohydrate Diet in Overweight or Obese Individuals with Type 2 Diabetes Mellitus or Prediabetes, Laura R. Saslow, PLoS One. 2014

Metabolic and physiologic effects from consuming a hunter-gatherer (Paleolithic)-type diet in type 2 diabetes, Masharani U, Eur J Clin Nutr. 2015 Aug

[4] High intensity intermittent exercise improves cardiac structure and function and reduces liver fat in patients with type 2 diabetes : a randomised controlled trial, Cassidy S, Diabetologia. 2016 Jan

The effects of high-intensity interval training on glucose regulation and insulin resistance: a meta-analysis, Jelleyman C, Obes Rev. 2015 Nov

اطعمة مرضى السكريالسكريالمضغ البطيءالنشويات و السكريقاطع الشهية