عندما ولد طفلكم، كان الهدية الأثمن التي منحتكم إياها الحياة. لكن اليوم، أصبح هذا الطفل الرائع يضربكم، يصفعكم وعضّكم…ما الذي حدث ؟ يتساءل الأهل عما جعل أولادهم عدوانيين بهذا الشكل، مع أنه ليس هناك شيء خطير هنا. الأمر طبيعي للغاية !
يمر أولادكم عاجلاً أم آجلاً في هذه المرحلة. إنها جزء من مرحلة تطورهم الجسدي والعاطفي. يشرح الخبراء أن هناك بعض الأسباب التي قد تجعل الصغار يضربون أفراد عائلتهم، ويكشفون عن عدوانيتهم تجاه أخوتهم وأهلهم ورفاقهم في اللعب.
إليكم 4 من هذه الأسباب :
1. إنهم غير ناضجين عاطفياً
الأولاد لا يدركون ما يشعر به الناس قبل عمر 4 أو 5 سنوات. يقول الدكتور أدوارد كار، البروفسور في قسم علم النفس في جامعة ولاية نيويورك، إن “الأطفال بعمر 3 إلى 4 سنوات لا يفهمون فهماً كاملاً لا مشاعرهم ولا مشاعر أي شخص آخر، لذلك فهم لا يجرحون مشاعر الآخرين بطريقة عقلانية”.
الأطفال الصغار جداً يظلون متمحورين حول أنفسهم ويبدأون فقط بفهم مشاعرهم الخاصة، التي ما زالوا لا يستطيعون بعد السيطرة عليها.
2. الصغار جداً لا يعرفون الفرق
الأطفال لا يفهمون إذا كان أي تصرف من تصرفاتهم لائقاً تجاه الآخرين أم لا. بما أنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالكلام، فهم يستخدمون جسمهم للتعبير عن الانفعالات التي لا يستطيعون التحكم بها.
.3 الأطفال يفحصون ويختبرون
قد يبدو العض والضرب لعبة بالنسبة لهم ! أو تجربة يتعلمون منها “ما الذي سيحدث إذا…”.
.4 إنهم يحاولون أن يلفتوا الانتباه
عندما يشعر الأطفال بالانزعاج او إذا لم نلبِّ لهم حاجة معينة، لا يجدون خيارات أخرى إلا التعبير باستخدام جسمهم.
حتى لو كان كل الأطفال تقريباً يمرون بهذه المرحلة من “العنف”، يجب آن لا نتجاهل هذه التصرفات. يستطيع الأهل أن يستفيدوا من هذه المرحلة في تطور أولادهم من أجل تعليمهم التعاطف والسلوك الجيد والربط بين الأسباب والنتائج.
ولكن لا تعتقدوا أنكم تربون حالياً ولداً سيكون منحرفاً في المستقبل !
إليكم بضع نصائح لكي تعرفوا كيف تتصرفون مع طفل عدواني :
- ضعوا حداً لهذه التصرفات السيئة فوراً، وعبّروا عن شعوركم تجاه هذا الموضوع. تكلموا مع ولدكم بصوت هادئ ومع تواصل بصري.
- لا تسألوه لماذا يتصرف هكذا، لأنه هو نفسه لا يفهم السبب. ساعدوه بالأحرى على استعادة هدوئه.
- اشرحوا لولدكم كيف يتصرف في النزاعات ويعبّر عن مشاعره وآرائه لكي يتعلم طريقة بديلة في التفاعل.
- إذن، في المرة القادمة عندما يضرب ولدكم الصغير، حللوا الموقف، اختاروا مثالاً جيداً، وسيحاول صغيركم أن يقلدكم.