حاول العلماء منذ عشرات السنين إثبات وجود علاقة بين ترتيب الولادة وشخصية كلٍ منا. وقد برهنت النتائج أن مجرد أن يكون الولد هو الأكبر أو الأوسط أو الأصغر أو طفلاً وحيداً، يؤثر فعلاً على الشخصية. سنشرح لكم كل شيء.
مع أن لديهم نفس الأهل ويعيشون تحت نفس السقف ويتلقون نفس التربية، فالأخوة والأخوات لديهم دائماً شخصيات مختلفة. بحسب ما يقول فرانك سولووات،البروفسور والعضو في Institute of Personality and Social Research في جامعة بيركلي في الولايات المتحدة، فإن نصف الجينات هي الشيء الوحيد المشترك بينهم.
بالفعل، هذه التركيبة المختلفة من الجينات وكذلك البيئة التي يترعرع فيها الأولاد، هي الأصل في الطباع المختلفة عند الأخوة والأخوات. وقد تبين، نتيجة الأبحاث، أن أغلب هذا التنوع يعود إلى ترتيب الولادة. بالنسبة لهذا البروفسور ولباحثين آخرين، فإن ترتيب الولادة هو بأهمية جنس المولود.
يجب أن تعرفوا أن الأولاد في نفس العائلة لا يمتلكون حقاً نفس الأهل. بمعنى آخر، الأهل لا يتصرفون بنفس الطريقة مع كل واحد من أولادهم. مثلاً، الولد الأكبر هو الذي يأخذ أكبر قسط من الرعاية والحماية لأنه يبقى الولد الأول وهو الوحيد الذي كان أهله متفرغين له وحده. فقد كبر في جو من الأهل الذين تنقصهم الخبرة والذين كانوا مدهوشين بتقدمه وفي خوف دائم عليه.
بالنسبة للولد الثاني، فقد كبر في ظل الولد الأول، الذي يُعتبر غالباً الأكثر موهبة والنموذج الذي عليه أن يتبعه.
وأخيراً، الولد الصغير الذي ينمو في عائلة تعلمت من تجاربها. المخاوف الأولى لم تعد موجودة، والأهل يعرفون جيداً ما ينتظرهم وهم لذلك أكثر مرونة فيما يتعلق بالاهتمام به. لهذا يشعر بأنه مجبر على استعمال سحره ليجذب اهتمامهم !
الولد الأكبر، نموذج النجاح :
ينجذب الولد الأكبر أكثر إلى الأولاد الآخرين الأكبر في عائلاتهم منه إلى أخوته وأخواته. لقد حصل على الكثير من الاهتمام، وهو فخور جداً، واعٍ، مسؤول ومنظم.
إنه موهوب بالتأكيد، محب للكمال وبحاجة إلى إعجاب الآخرين. الولد الأكبر يختار مهناً يتحمل فيها مسؤوليات مثل الطب، الحقوق، التربية أو المحاسبة.
إنه نموذج مصغر عن أهله ويحاول دائماً السيطرة على أخوته وأخواته.
لكن عندما يصل الولد الثاني، يخسر الأكبر احتكار الأهل ويجب أن يشارك اهتمامهم مع أخوته وأخواته.
الولد الثاني، المصلحجي :
يكون الولد الثاني عموماً مرناً جداً، متفهماً ويتميز بروحية المنافسة. بسبب شعوره بنقص الاهتمام والعاطفة في عائلته، يبني الولد الثاني حوله دائرة من الأصدقاء الحميمين ليملأوا الفراغ.
لا يختار الولد الأكبر والثاني أبداً نفس مجال العمل. فالأول يتميز في المجالات العلمية، بينما يبرع الثاني في الفن. على مر العصور، كان الولد الثاني هو الذي يقود الثورات ويحارب من أجل الحرية والعدالة.
عندما يصل الولد الثالث، يجد الولد الثاني نفسه في موقع الأوسط. فيحاول عندها أن يفرض نفسه، بطريقة أو بأخرى، لكي لا يتلاشى أمام الأكبر والأصغر.
الولد الأصغر، الطفل الخالد :
الولد الأصغر هو غالباً الأقل انضباطاً بين كل أخوته وأخواته. يكون الأهل أكثر تسامحاً معه ويولون اهتماماً أقل للأحداث التي تمر بحياته، بعكس ما جرى مع أخوته الأكبر سناً. لهذا يشعر بالحاجة لكي يسحر أهله بتصرفاته كي يلفت انتباههم.
نحمّل الولد الأصغر أقل قدرٍ من المسؤولية، وهو لديه الكثير من الأمور المشتركة مع الأكبر، لأن العائلة تنظر إلى الاثنين على أنهما مميزان. لكنه لا ينجذب إلى مراكز المسؤولية ويختار أكثر مهناً مثل التمثيل، الكتابة…
الولد الوحيد :
يكبر الولد الوحيد في جو الكبار ويكون عموماً أكثر نضجاً. إنه يمضي الكثير من وقته وحيداً ولهذا يصبح أكثر إبداعاً وعبقرية واستقلالية وذكاءً.