تحدثنا في الجزء الأول من هذه المقالة عن تجربة هذا الطبيب وكيف شفى الناس من السكري تابعوا : كان هذا الطبيب يشفي مرض السكري طبيعياً…منذ 200 سنة ! وهذا هو سره…( الجزء الأول )
وفي هذا الجزء سنشرح المزيد من اكتشفات الطبيب أبولينير بوشاردات Apollinaire Bouchardat
لقد وضع إصبعه على الأسباب الأساسية للسكري
بسرعة كبيرة، انتبه الطبيب إلى أن ظهور مرض السكري ليس حادثاً عرضياً. ولاحظ بالفعل أن مرضى السكري لديهم “ميل واضح نحو الخبز، الأطعمة النشوية الأخرى والحلويات”، ولديهم “شره على الليموناضة، البيرة، النبيذ، الفواكه، العنب، الأطعمة الحلوة”.
لاحظ أيضاً أن الفلاحين وصانعي النبيذ لا يصابون بالسكري أبداً.
ومع هذا، أطعمتهم غنية جداً بالنشويات. لكنه يشرح السبب : “العمل الذي يصرف طاقة كل يوم، يتوازن مع الاستخدام الكامل للأطعمة النشوية”.
هذا يعني، في لغة اليوم، أن هؤلاء العمال “يحرقون” هذه الأطعمة الغنية بالنشويات بواسطة النشاط البدني اليومي المكثف.
حقيقة أخرى مهمة، لاحظ أن السكري يصيب خصوصاً الطبقات المرتاحة : أولئك الذين يأكلون أطعمة حلوة أكثر، ويمضون أغلب وقتهم جالسين.
مثله مثل الأطباء الآخرين في عصره، نصح الدكتور بوشارات مرضاه بأن يأكلوا باعتدال وأن يقوموا بنشاطات جسدية أكثر.
لكن عبقريته ظهرت في النوعية الصحيحة والدقيقة للأطعمة المسموحة والأطعمة الممنوعة.
إنه لم يضع فقط نظاماً غذائياً مطابقاً لأحدث المعطيات العلمية ، لكنه جعل الالتزام به أسهل على المدى الطويل. لأنه كان يعرف جيداً أنه إذا كان الريجيم قاسياً جداً، فالمرضى سيتخلون عنه في النهاية.
لنختبر هذا الريجيم الشهير بالتفصيل.
كل من هذه النصائح تساوي وزنها ذهباً – لمرضى السكري بالطبع، ولكن أيضاً لكل الذين يبحثون عن خسارة الوزن :
الأطعمة الممنوعة : النشويات، الحليب، الأطعمة والمشروبات الحلوة
القاعدة الأولى التي كان يتبعها بسيطة :”حذف، أو على الأقل التقليل بشكل عظيم، من كمية النشويات والسكريات”
ولهذا هو يطلب حذف كل النشويات :
“الخبز العادي، سواءً كان مصنوعاً من الطحين العادي، او من الشعير أو من الجودر، الخ. ؛ الحلويات، الأرز، الذرة وحبوب أخرى، الفجل (إنه يعرف أن الفجل ليس من النشويات ولكنه لاحظ أن له تأثير ضار عندما يستهلكه مرضى السكري)، البطاطس، الآروروت، المعجنات المصنوعة من الطحين بكافة أنواعها، مثل الشعيرية، البرغل، المعكرونة، الخ.؛ حبوب البقوليات، مثل الفاصوليا، الحمص، العدس، الفول؛ الكستناء؛ طحين القمح الروسي”.
إنها مرحلة مهمة. نعرف اليوم أن أغلب هذه الأطعمة، بصرف النظر عن أنها “سكريات بطيئة”، فلديها مؤشر سكر مرتفع، وهذا يعني أنها ترفع سكر الدم بقوة.
الطعام الآخر الرئيسي الممنوع هو بالتأكيد الأطعمة المحلاة :
“أنا أوصي بمنع الفواكه الغنية بالسكر مثل العنب (الذي يحتوي أحياناً ثلث وزنه سكر)، الخوخ (البرقوق)، المشمش، التفاح، الإجاص، الشمام (البطيخ الأصفر)، التين، وعموماً كل الفواكه الغنية بالسكر، طازجة أم مجففة مثل الخوخ المجفف، الزبيب، التين المجفف، الخ. وأكثر من ذلك مختلف أنواع المربيات، الأيس كريم والمثلجات، الخ.”
كلها فعلياً غنية جداً بالسكر ويجب تفاديها. الفاكهة الوحيدة التي قد تحيركم هي التفاح، لأنه يمتلك مؤشر سكر معتدل. لكن يجب أن تبقوا في بالكم أن الدكتور بوشاردات كان يعالج حالات سكري متفاقمة جداً، وأي جرعة معتدلة من السكر كانت ستعرقل الشفاء.
لهذا حظر أيضاً الأطعمة الأخرى التي تحتوي على السكر : “الجذور التي تحتوي على سكر القصب، مثل الشمندر (البنجر)، الجزر، البصل، اللفت، الخ.”
لكن الدكتور بوشاردات ليس شخصاً عقائدياً متطرفاً. لأن الملاحظة والمراقبة هي الأساس في ريجيمه، وليس هوس حذف كل أثر للسكر :
“الفواكه الحمراء مثل الفراولة (الفريز)، الكرز بكل أنواعه، الفرامبواز، التوت، الخ. قد تبدو للوهلة الأولى مؤذية أكثر من الفواكه الحلوة لأنها تحتوي مثلها على السكر وعلى أسيد أكثر. مع هذا، لكن ملاحظتي كشفت لي أنها أقل ضرراً من الفواكه الغنية بالسكر التي عددتها”.
هذه الملاحظة أكثر من رائعة بما أن العلم برهن حديثاً أن التوتيات السوداء والحمراء غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على محاربة السكري.
وإليكم توصية أخرى سبق بها عصره ب 150سنة : إنها حظر شرب الحليب لمرضى السكري :
“ثبت لدي منذ منذ زمن طويل أن ال 50 غراماً من اللاكتوز في ليتر حليب يمكن أن تعطي 50 غراماً من الغليكوز في بول المريض”.
إنها إذن حقيقة معروفة منذ…منتصف القرن التاسع عشر. بفضل التقنيات الحديثة، نعرف أكثر اليوم، أن الحليب يحتوي على الأنسولين البقري الذي يسبب خللاً في قدرة الجسم على التحكم في سكر الدم.
ومع هذا ما زالت الهيئات الصحية، تحت ضغط شركات صناعة الحليب، تنصح مرضى السكري بأن يتناولوا “على الأقل ثلاث منتجات من الحليب يومياً”.
لكن الدكتور بوشاردات لا يثق إلا بما يراه على أرض الواقع، كما هذه القصة المعبرة :
“م…عمره 48 سنة؛ يسكن في منطقة قريبة من البحر. استشار طبيباً، وصف له النظام الذي أعتمده. لم يحدث أي تحسن. أجريت عملية جرد شاملة لكل الأطعمة التي ابتلعها في خلال 24 ساعة. ووجدت النظام مطبقاً بحذافيره. فكرت أن أستجوب المريض حول طبيعة وكمية المشروبات، وعلمت أنه يشرب كل يوم ثلاث ليترات من الحليب. جعلته يمتنع فوراً عن هذه العادة. بعد يومين، لم يعد هناك أثر للجليكوز في بوله. عاد المريض إلى بلده واستعاد اهتماماته ونشاطاته، طبق ريجيمه بذكاء، أوقف استعمال الحليب، وأصبحت صحته ممتازة”.
أخيراً، نظام الدكتور بوشاردات يمنع بديهياً المشروبات المحلاة :”الليمونادة الغازية، الشمبانيا، البيرة والنبيذ” (لو كان في أيامنا، لأضاف مشروبات الصودا وعصير الفواكه).
بالمجمل، صحيح أن هناك الكثير من الممنوعات ! لكن قائمة الأطعمة المسموحة الطويلة تبرهن أن هذا الريجيم قابل للتطبيق في كل عصر.
تابعوا : كان هذا الطبيب يشفي مرض السكري طبيعياً…منذ 200 سنة ! وهذا هو سره…( الجزء الأول )
ترقبوا الجزء الثالث : كان هذا الطبيب يشفي مرض السكري طبيعياً…منذ 200 سنة ! وهذا هو سره…)
الأطعمة المسموحة
المصادر
[2] Bioactives in Blueberries Improve Insulin Sensitivity in Obese, Insulin-Resistant Men and Women, April J. Stull et al. J Nutr. 2010 Oct
[3] A Randomized Pilot Trial of a Moderate Carbohydrate Diet Compared to a Very Low Carbohydrate Diet in Overweight or Obese Individuals with Type 2 Diabetes Mellitus or Prediabetes, Laura R. Saslow, PLoS One. 2014
Metabolic and physiologic effects from consuming a hunter-gatherer (Paleolithic)-type diet in type 2 diabetes, Masharani U, Eur J Clin Nutr. 2015 Aug
[4] High intensity intermittent exercise improves cardiac structure and function and reduces liver fat in patients with type 2 diabetes : a randomised controlled trial, Cassidy S, Diabetologia. 2016 Jan
The effects of high-intensity interval training on glucose regulation and insulin resistance: a meta-analysis, Jelleyman C, Obes Rev. 2015 No