هل أخذتم لقاح الكريب ( الأنفلونزا ) أم بعد ؟ انتظروا قليلاً…اقرأوا المقال أولاً !

الرسالة نفسها تتكرر : “لقحوا أنفسكم ضد الكريب !”

أمس في الصيدلية، كان هناك إعلان صغير يقول :”لقحوا أنفسكم هنا ضد الكريب !”

منذ بضعة أيام، رأيت طبيباً يعلق دبوساً بفخر على صدره مكتوباً عليه :”تلقحوا ضد الكريب لتحموا أنفسكم”.

ناهيك عن وسائل الإعلام التي تنشر عناوين مثل :

  • “هل فكرتم بالتلقيح ضد الكريب ؟”
  • “اللقاح ضد الكريب هو أفضل خيار”
  • وحتى أيضاً :”هل يجب أن نجعل التلقيح ضد الكريب إجبارياً ؟”
ومع هذا…

عندما تشاهدون الدراسات العلمية، ترون أن القصة مختلفة تماماً !

الاستنتاج العلمي واضح، صريح ودقيق :

لا تلقحوا أنفسكم ضد الكريب (الأنفلونزا) إلا في حالات استثنائية !

سنشرح لكم لماذا بعد قليل. لكن أريد أولاً أن أجيب عن سؤال يُطرح عليّ غالباً :”حتى لو كانت فعالية اللقاح ضعيفة، أليس أفضل من لا شيء ؟”

شخص يمرض مرضاً خطيراً بسبب اللقاح المضاد للكريب

الجواب لا. لأن التلقيح، مثله مثل أي إجراء طبي، ليس أبداً بدون مخاطرة.

صحيح أن اللقاح المضاد للكريب أقل خطراً بكثير من اللقاحات الأخرى، خصوصاً لأنه لا يحتوي على عامل مساعد مثل الألمنيوم، لكن هناك دائماً احتمال الإصابة بحادث خطير.

التأثيرات الجانبية غير المرغوب فيها :

ألم عصبي، تنميل، تشنجات مصحوبة بحمى، اضطرابات عصبية مثل التهاب الدماغ، التهاب العصب ومتلازمة غيلان باريه.

وهذا أمر خطير : متلازمة غيلان باريه هي مرض خطير يشلّ بعض عضلاتكم ويمكن أن يقتلكم في بضع ساعات جراء الاختناق.

وهذا الخطر ليس “نظرياً”.

publicdomaine
إليكم هذه الشهادة الحية من زوج إحدى المريضات بسبب لقاح :

“زوجتي تعاني من متلازمة غيلان باريه منذ 6 سنوات بسبب ردة فعل شبه فورية على لقاح الكريب. لحسن الحظ أن طبيب أعصاب اعتنى بها، وبفضل الحقن الموسمية من دواء Privigen لم يعد المرض يتسبب بأضرار جديدة، لكنه موجود دائماً في أعضائها الداخلية”.

استناداً إلى الإحصاءات الرسمية، فإن خطر الإصابة بهذا المرض ضئيل : تقريباً حالتان من كل مليون شخص ملقح.

ولكن لا يمنع أن هذا الأمر قد يحصل معكم، مع زوجتكم، مع ولدكم. إنها مأساة حقيقية !

للقيام بهذه المخاطرة، يجب أن يكون هناك إثباتات علمية في مصلحة فعالية التلقيح ! هذا اللقاح “غير فعال أو قليل الفعالية” بحسب الرأي العلمي

سنقدم لكم استنتاجات مؤسسة Cochrane المعروفة عالمياً بمستوى مراجعاتها للدراسات العلمية :

بالنسبة للقاح المخصص للكبار الناشطين :

“اللقاحات المضادة للكريب لديها تأثير متواضع جداً في الحدّ من عوارض الكريب وعدد أيام التعطيل عن العمل بالنسبة لمجموع الناس، بما فيهم النساء الحوامل”

بالنسبة للقاح المخصص للأولاد :

“الإثباتات على فعالية اللقاحات المضادة للكريب ضعيفة ولكن هناك إثباتات على التلاعب بنتائج الاختبارات، وكذلك على السمعة غير المبنية على دراسات. نتيجة مراجعة 274 دراسة حول اللقاحات المضادة للكريب والمنشورة لغاية 2007، تبين أن الدراسات التي قامت بتمويلها شركات الأدوية تم التركيز عليها ونشرها في أكثر المجلات شهرة مقارنةً بدراسات أخرى بصرف النظر عن مستواها وأهميتها. الدراسات التي تموّلها الحكومات كانت نتائجها أقل تشجيعاً لفوائد اللقاحات”.

وهذا يعني : حتى مع الدراسات “المتلاعب بها” من قبل شركات الأدوية، ليس هناك أي إثبات علمي تقريباً على فائدة اللقاح المضاد للكريب المخصص للأولاد !

وأخيراً اللقاح المخصص للمسنّين :

“الإثباتات المتوفرة ذات نوعية سيئة ولا تعطي أي دليل على سلامة اللقاحات المضادة للكريب بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 65 سنة، ولا على فعاليتها المحتملة والحقيقية”.

ليس هناك أي إثبات إذن على فعالية هذا اللقاح بالنسبة للمسنين.

والأسوأ أننا نعرف الآن أن اللقاح في موسمي شتاء 2016 و2017 غير فعال بشكل خاص !

من أعلن هذا هو الأكاديمية الأميركية للعلوم الشهيرة.

فقد تبين أن اللقاح المضاد للكريب كان غير فعال ضد فيروس H3N2 الذي كان سائداً في شتائي 2016-2017 و2017-2018 !

لكن صحيفة فرنسية، لوموند، لم تتردد في كشف الوجه الآخر لهذا “البيزنس”.

في مقالة بعنوان “الكريب منجم ذهب بالنسبة لمختبرات Sanofi”، نفهم أن خلف كل هذا حجم أعمال كبير :

“شركة Sanofi التي تنتج 200 مليون جرعة مضادة للكريب، هي إحدى أكبر المستفيدين من حملات تقوية المناعة التي تطلقها السلطات الصحية كل سنة في بداية الخريف.

فقد حصلت على أرباح بقيمة حوالى ملياري دولار سنة 2016 بزيادة %15 عن 2015. هذه الشركة تنتج %40 من اللقاحات المضادة للكريب عالمياً”.

نذكّر أن رئيس Sanofi، سيرج وينبيرج، هو أحد الأصدقاء المقربين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون !

وهو، سيرج وينبيرج، من ساعد إيمانويل ماكرون على الدخول إلى بنك روتشيلد الشهير. في خلال 3 سنوات، كسب ماكرون أكثر من 3 ملايين دولار على شكل مرتبات وعلاوات.

نفهم من هذا أن رئيس جمهورية فرنسا سيظل معترفاً بجميل شركة Sanofi إلى الأبد، أليس كذلك ؟

اخترنا لكم
طريقة غير معتادة في التربية