لغاية اليوم، ليس هناك إثبات علمي على أن التصور أو التخيل يمكن أن يشفي حقاً.
لكن دراسة مدهشة حديثة أثبتت أن هذه التقنية فعالة بشكل لا يضاهى في مجال قريب جداً !اختار باحثون من جامعة أوهايو 30 مشاركاً متطوعاً وثبتوا معصمهم الأيسر بالجبس (الجص).
ثم طلبوا من نصف المشاركين أن يقوموا بتمرين عقلي : يجب أن يتخيلوا أنفسهم وهم يدفعون بأقصى قوة ممكنة المعصم الأيسر مدة 5 ثوانٍ، ثم يرخونه مدة 5 ثوانٍ…ويكرروا هذا 13 مرة متتالية.
بعد شهر، نزع الباحثون الجبس عن 30 مشارك، وفحصوا عضلاتهم.
ولدهشتهم البالغة، كانت قوة المعصم الذي قام ب “تمرين العضلات العقلي” أقوى بمرتين من المجموعة الأخرى !
كان يكفيهم أن “يتخيلوا” أنهم يمرنون عضلاتهم…لكي يكتسبوا العضل فعلياً !!!
هذا يطرح سؤالاً !
إذا كان الفكر “وحده” قادر على أن يبني عضلات (أو يحدّ من فقدان العضلات)، لماذا ليس قادراً على تحفيز الجهاز المناعي ضد السرطان أو تسريع شفاء الكسور ؟
اكتشف باحثون آخرون حديثاً أنه إذا أغمضتم عينيكم وفكرتم بضوء قوي، فإن بؤبؤ العينين سينكمش…كما لو أن عينيكم واجهتا ضوءاً قوياً فعلاً !
من الواضح أن أفكارنا قادرة على خلق وقائع جسدية ومادية تنطبع في جسمنا.لهذا من الممكن أن ينجح التصور فعلاً…وأكثر من ذلك، فإن لديه ميزتين أخريين قويتين أثبتهما العلم !
الوعي الكامل والمشاعر الإيجابية
الفضيلة الأساسية للتصور هي أنه من نوع “ثلاثة في واحد”.بالإضافة إلى فضائله الخاصة به، فهو يجمع فضائل التأمل مع الوعي الكامل والأفكار الإيجابية.
إذا أردتم أن تجربوا الفوائد التي لا تصدق ل “التأمل مع الوعي الكامل” : ركزوا عدة دقائق على اللحظة الحاضرة (تنفسكم مثلاً)، وسينتج عن ذلك شلال من التأثيرات الإيجابية.
ضغط نفسي، قلق، مشاكل قلبية، أوجاع رأس، اضطرابات النوم، آلام مزمنة، اضطرابات تنفسية…أثبت العلم فعالية التأمل في علاج كل هذه المشاكل الصحية !
كيف ؟ لأن التأمل يساعد على إزالة الأفكار والمشاعر الطفيلية، تلك التي تمنع جسمكم من أن يكرس نفسه بشكل كامل لشفائكم.
هذا ما يساعد أيضاً على التصور : عندما تركزون فكركم على اللحظة الحاضرة، على آليات الشفاء الداخلية للجسم، فأنتم في حالة قريبة من التأمل !
وهذا ليس كل شيء.
التصور يساعد أيضاً على توليد المشاعر الإيجابية !
بدل أن تجتروا الأفكار السوداء حول مرضكم، فهو يضعكم في حالة ديناميكية إيجابية بما أنه يجبركم على أن تتخيلوا أنفسكم في طور الشفاء.
هذا يحفز آلياً على العيش في واقع متفائل، نعرف أنه يساعد على الشفاء بشكل كبير !
لماذا لا تجربون حظكم ؟
إذا كنتم مصابين بالروماتيزم أو التهاب المفاصل، يمكنكم ان تفكروا بالطريقة التي “يرمم” بها الجليكوزامين والكوندرويتين (إذا كنتم تأخذونهما) غضاريفكم، أو كيف يعالج الزنجبيل أو الكركم الالتهاب والوجع بشكل فوري.
إذا كان ضغطكم مرتفعاً، يمكنكم ان تتصوروا كيف تؤثر أدويتكم أو علاجاتكم الطبيعية في جسمكم لتخفيضه.
إذا كنتم مصابين بالكريب أو الرشح، تصوروا زيوتكم العطرية تقضي على الفيروسات وتعالجكم. هذا لا يحل محل الأدوية بالتأكيد، لكن هناك احتمال أن يجعلها أكثر فعالية.
وكل ما يمكن أن “تخشوه”، هو أن تشعروا بأنكم أفضل وأن تشفوا بسرعة !