يغرينا الطقس الصافي والدافئ بالخروج من المنزل، ولكن بمجرد أن نضع قدمنا خارجاً، تنقض علينا موجة عارمة من التعب. لماذا نصاب بالإنهاك عندما ترتفع الحرارة ؟
سواء كنتم في عطلة أم في العمل، فإن الحر الشديد ينهككم. عندما تكونون في الداخل، لا مشكلة، لن تفتقدوا للطاقة. لكن بمجرد أن تضعوا قدمكم خارجاً، من أجل نزهة أو العمل أو حتى للتنقل من مكان إلى مكان، يحدث لكم نفس الشيء : يطغى عليكم تعب لا يمكن مقاومته.
تتباطأ خطاكم ولا يعود يخطر في بالكم إلا رغبة واحدة : الجلوس على شرفة أو في مكان بارد، وحتى أخذ قيلولة.
لكن لماذا تنهكنا الحرارة إلى هذه الدرجة ؟
صعوبة ضبط حرارة الجسم
يفعل جسمنا كل شيء ليحفظ درجة حرارته عند 37 درجة. لكن العمليات الداخلية : المحافظة على الوظائف الحيوية، الهضم، النشاط الجسدي والعقلي، تولّد الكثير من الحرارة. عندما يكون الجو بارداً أو معتدلاً، فهو يساعد على تبريد هذا النظام. يستطيع الجسم عندها أن يثبّت حرارته بسهولة عند 37°.
لكن عندما تبدأ حرارة الطقس بالارتفاع، لا يعود جسمنا يعتمد إلا على نفسه في التبريد. ولهذا نتعرق. آلية التعرق هذه هي التي تسبب التعب. وإذا كنتم تعتقدون أنكم تتعرقون بدون بذل أي مجهود، فأنتم مخطئون ! على جسمكم أن يعمل كثيراً لكي ينظم حرارته. يقول البروفسور في الطب جان لويس سان ماركو :”عندما تكون حرارة الطقس مرتفعة جداً، يفرز جسمنا كمية تصل حتى ليتر واحد من العرق في الساعة، وهذا مرهق جداً !”.
تأثير التعب يأتي أيضاً من الدماغ. إنه يستخدم عدة مصادر للمحافظة على الحرارة المناسبة لجسمنا.