عمرها 24 سنة، آمبر راشدي، من ولاية أوريغون في الولايات المتحدة، وحالتها أكثر من حالة وزن زائد. كوّنت علاقة مدمرة مع الطعام منذ سنوات طويلة حتى أصبح وزنها أكثر من 280 كلغ. لا تستطيع التنقل وحدها أو حتى تحضير وجباتها الخاصة، أو قيادة السيارة أو ممارسة الرياضة. تعيش مع أهلها، وصديقها رودي لا يخرج معها إلى الشارع خجلاً منها. وأدركت الصبية أنها لا تستطيع مواصلة حياتها هكذا، يجب أن تتصرف !
المرات النادرة التي كانت تخرج فيها هي ورودي معاً، لم تكن تستطيع التنقل إلا على سكوتر طبي كهربائي. لم يكن رودي مهتماً في البداية بوزن صديقته، ولكن آمبر أصبحت ثقيلة الوزن جداً وهذا ما بدأ يزعجه بقوة. الوضع كان يؤثر على الحياة اليومية للمرأة الشابة، مع التهابات بين طيات بشرتها، مؤلمة جداً، لم تكن تستطيع تنظيفها إلا بفرشاة ذات مسكة عريضة.
لكن آمبر قررت ذات يوم أن تمسك الثور من قرنيه : سجلت نفسها للمشاركة في البرنامج التلفزيوني “My 600 lb Life” حتى تستعيد السيطرة على حياتها بمساعدة المشاهدين.
في ذلك الوقت، كانت آمبر تستهلك بين أربع وخمس وجبات ضخمة يومياً، بدون حساب الحلوى. هوسها بالطعام كشف عن مشكلة نفسية-عاطفية أكثر مما هي مشكلة جسدية. ومن جهة أخرى، أهلها ورودي لم يقدموا لها يد المساعدة بما أنهم يحضّرون لها الوجبات التي تطلبها ويجلبونها لها. وسقطت في فخ إدمان عميق على الطعام الذي يجلب لها بعض الراحة، فلم تستطع التخلص من إدمانها.
لكن الصبية ضاقت ذرعاً بكل هذا واتخذت قرارات جذرية : ستلجأ إلى عملية لتصغير معدتها. كانت هي ورودي في حالة قلق، لأن العملية فيها مخاطرة كبيرة.
لكن آمبر لم يكن عندها خيار، يجب أن تتغير الأمور: لم تعد تستطيع الجلوس في السيارة وعندما توجب عليها أن تأخذ الطائرة لتقابل اختصاصياً في هيوستون، اضطرت إلى حجز مقعدين لها خصيصاً…
المرة الأولى التي قابلا فيها دكتور ناوزاردان، جعله التشخيص يفكر مرتين. قال إنه لا يريد أن يتحمل مخاطرة في العملية، فطلب عندها من المرأة الشابة أن تخسر 10 كلغ قبل العملية حتى تثبت له أنها متحمسة حقاً. وكانت آمبر مصممة على إثبات ما هي قادرة عليه.
غيٌرت عندها نظامها الغذائي جذرياً. شيئاً فشيئاً، بدأت بفقدان الوزن. في الموعد المحدد المفروض من الطبيب لفقدان ال 10 كلغ، فقدت آمبر 7 كلغ، لكنه وافق مع هذا على أن يجري العملية. وكانت هذه بداية حياة جديدة بالنسبة للصبية.
بعد العملية بسبعة شهور، خسرت آمبر أكثر من 40 كلغ. وأحست بالحماس لهذا التقدم فذهبت أبعد بكثير في مشروعها مع تحضيرها بنفسها وجباتها ومع التزامها ببرنامج رياضي. عندما عادت لترى الدكتور ناوزارادان بعد سنة وصعدت على الميزان، تفاجأ الناس كلهم، حتى الاختصاصي : خسرت آمبر 70 كلغ تقريباً من وزنها !
كانت تشعر بالتحسن يومياً : يمكنها أخيراً أن تصعد في السيارة، تتنقل من دون مساعدة، الخ. كان الدكتور مندهشاً وقال لها إنه سيزيل فائض الجلد عندما يبلغ وزنها 110 كلغ.
حماس آمبر وتصميمها بقيا في أعلى مستوياتهما. ليس فقط واصلت اتباع اسلوب حياة صحي، لكنها شاركت في علاج نفسي هدفه تدريبها كيف تتحكم بتوترها وضغطها النفسي. بعد سنوات من المعاناة، أحست آمبر أنها استعادت حياتها. عندما نراها اليوم، نلاحظ الفرق الشاسع ! من المستحيل أن نتعرف على نفس الشخص فيها.
كل أقربائها فخورون بها اليوم وبالطريق الذي سلكته. مع أن هذه الطريق ما زالت طويلة، لكن ليس هناك أدنى شك أنها ستفقد باقي وزنها وستواصل عيش حياتها بشكل أكثر صحية وأكثر سعادة. وهذا ما نتمناه لها !
إذا أدهشتكم هذه القصة التي قدمناها لكم، شاركوها مع كل من تعرفون.