علاوة عن الحرارة المرتفعة والحرّ في الصيف، علينا أيضاً أن نتعامل مع مشكلة كبيرة: بقّ الفراش. إنها حشرات صغيرة ليليّة، يبلغ حجمها ما بين 5 و6 مم (بنيّة أو مائلة إلى الحمرة)، وتُعرف بأرجلها الست ومجسيّها ووبرها الذهبي. تتغذى بشكل أساسي على دمائنا. وغالباً ما نحملها معنا للأسف من سفر أو من إقامة في المستشفى. تعشش هذه الحشرات في الفراش والبياضات وحتى في الخزائن حيث تقيم وتتكاثر بطمأنينة وراحة، ويمكن لها أن تبقى في سبات لأشهر من دون أن تتحرك وتظهر. ولهذا السبب، من الصعب جداً أن نصادفها. قد تجدون من حين إلى آخر بقعاً داكنة على الشراشف والأغطية أو تستيقظون في الصباح مع آثار زهريّة على الذراعين. وهذا ليس بالأمر السار فهذه الآثار تترافق غالباً من حكّة مؤلمة. باختصار، إنّ التعايش مع هذه الطفيليات مستحيل! اليكم الحل للقضاء على بق الفراش.
إذن، كيف نتخلّص من اجتياح بقّ الفراش للمنزل؟
في الواقع، يكفي أحياناً أن تقوم شركة مختصة برشّ المنزل مرة واحدة لحل هذه المشكلة والتخلّص من هذه الحشرات. لكن هذا الخيار مكلف نسبياً ومزعج إذ يشرح أحد الخبراء “إنّ المنتجات الكيميائية التي تستخدمها شركات التعقيم هي حلول تنجح على الأرجح في 50 إلى 60% من الحالات. وهذا الخيار ليس فعّالاً حكماً إذا ما كانت الحشرات قد تأقلمت مع بيئتها.” يفضّل الكثيرون أن يعتمدوا العلاجات الطبيعيّة في محاولة منهم لتجنيب أولادهم وحيواناتهم الأليفة خطر المواد الكيميائية.
هل من خيار بديل للقضاء على بق الفراش؟ يجب أن تعلموا أنّ الصدمة الحرارية تبقى حلاً غير مؤذٍ وغير كيميائي من شأنه أن يكون واعداً: يجب غسل البياضات كلها أصلاً على حرارة 180 درجة. لتنظيف الفراش والآريكة والكنبة والأثاث، يجب أن تلجاوا إلى المنظّف بالبخار. تجدون في الأسواق آلة على شكل مسدس، تصل حرارتها بسهولة إلى 150/180 درجة، ويُستخدم معها سائل يقضي بالصدمة الحراريّة عند رشّه على حوالى 90% من البق الكبير و100% من بيض هذه الحشرات. لا بد بالتأكيد من تعقّب النسبة المتبقيّة وهي 10% إلا أنكم قمتم بالجزء الأكبر من العمل.
ملاحظة: عليكم أن تكونوا حذرين إذا أردتم أن تحولوا دون غزو بق الفراش لمنازلكم. من الشائع جداً أن ننقل هذه الحشرات الصغيرة في أمتعتنا. بالتالي، عندما تسافرون، وتقيمون في الفندق أو في مضيف ما، تحققوا جيداً من حقائبكم قبل إقفالها.
أم أربع وأربعين (الحريشة)، حليف غير متوقّع
يُقال إنّ في خلق الطبيعة إبداعاً، وهذا صحيح. فالنظام البيئي مدهش فعلاً، لاسيما حين نعرف أنّ بعض الحشرات تمدّ لنا يد العون من دون أن تعلم. لنأخذ أم أربع وأربعين على سبيل المثال. لعل هذه الحشرة تجعلكم تجفلون لأنها تمرّ بسرعة البرق لكن لا تعمدوا إلى طردها بل على العكس من ذلك، فمن المفيد أن تتواجد لديكم! تتغذى هذه الحشرة على العديد من الحشرات غير المرغوب فيها، وهي تسهّل عليكم مهمتكم عبر القضاء على العديد من الطفيليات المزعجة. كيف نعرفها؟ إنها برتقالية تارة، وبنيّة أو حمراء طوراً. أما جسمها فطويل ويختلف طولها من نوع إلى آخر حيث يصل في بعض الأحيان إلى 172مم. وبفضل أرجلها الرشيقة التي يبلغ عددها خمسة عشر زوجاً، يمكن لهذه الحشرة أن تقتل بسرعة حشرات بق الفراش والصراصير الصغيرة والعث والنمل. وتشكّل هذه الحشرات الصغيرة وليمة للحريشة (أم أربع وأربعين) التي تأكل أيضاً الذباب وفراشات الليل. تبحث حشرات أم أربع وأربعين دوماً عن بيئة رطبة وغير حارة جداً، فتختار بشكل عام أن تعيش قرب نوافذ القبو والحمامات أو في تشققات الجدران. بالتالي، إن وجدتم أنها تقاسمكم السكن فحافظوا عليها ولا تطردوها من منازلكم!
تابعونا أيضا على صفحتنا على الفيسبوك: حلول ذكية للمشاكل اليومية