يمكن للشمس أن تكون خطرة حتى وإن لم تكن عدوة لبشرتك، إذ يمكن أن تتسبب بأضرار لا يمكن علاجها أو إصلاحها عند التعرّض لها بشكل خاطئ. كيف نحمي بشرتنا من الأضرار الناجمة عن الشمس؟
بالتالي، يُفضّل أن تكوني مجهّزة بشكل جيد قبل التعرّض لها لوقت طويل. وأفضل سلاح يمكن أن تتسلحي به في هذه المعركة موجود… في مطبخك.
فثمة مجموعة من العناصر الغذائيّة النباتيّة التي تلعب دوراً أساسياً في حماية بشرتك. إليك اثنان ينبغي أن تجعليهما جزءاً من نظامك الغذائي.
1. راهني على هذا اللون لحماية أغشية الخلايا
إنّ أشهر العناصر الغذائية النباتية هي البيتا كاروتين. ويمكن التعرّف عليها بسهولة بما أنها تتميّز كلها باللون نفسه: البرتقالي. لا تعمل البيتا كاروتين على تعزيز الجلد بمضادات الأكسدة وحسب بل تساعده أيضاً على أن يقاوم بشكل أفضل تأثير الأشعة فوق البنفسجيّة. كما تعمل أيضاً على مستوى الخلايا عبر خفض قابليتها للتأثر بضربات الشمس.
وبما أنّ جزءاً منها يتحوّل إلى فيتامين A، فهي تعمل بشكل مباشر على تجدد الخلايا الجلديّة وعلى شفاء الجلد. ولكي تزيدي من كمية البيتاكاروتين التي تستهلكينها، يكفي أن تتناولي المزيد من المأكولات البرتقالية: شمام (بطيخ أصفر)، جزر، مانجا، مشمش…
ونصيحتي لك هي أن تتناولي هذه المأكولات نيئة على الفطور أو كوجبة خفيفة بعد الظهر. واعلمي أيضاً أنك تستطيعين أن تعززي مفعولها عبر تناولها مع الفيتامينين E وC.
2. الأخضر لتحولي دون تغيّر حمضك النووي
يُعرف اللوتين Lutein بمنافعه في محاربة الضمور البقعي في العين المرتبط بالعمر. ويعمل هذا الصباغ ذاته على البشرة أيضاً عبر الحدّ من الأضرار التي تسببها الأشعة فوق البنفسجيّة.
في الواقع، يحمي اللوتين الحمض النووي عبر خفض التأثيرات الالتهابيّة الناجمة عن الاعتداءات الخارجيّة على الجسم إذ يغذي الأنسجة ويحميها من ضرر الجذور الحرة. كما يسمح أيضاً بالتخفيف من آثار الضغط النفسي المؤكسد والشيخوخة.
تحتوي الخضار الخضراء، لاسيما تلك ذات اللون الأخضر الداكن، على النسبة الأعلى من اللوتين. كما يحتوي البيض على اللوتين إنما بكمية قليلة إلا أنّ الجسم يمتصه بشكل أفضل مما يمتص اللوتين الموجود في النباتات.
يحتوي الخيار والكيوي والبذور الزيتيّة كالجوز واللوز والفستق (الفول السوداني) على اللوتين أيضاً.
في ما يلي لائحة غير شاملة بالأطعمة التي تحتوي على كميات منه أكثر من سواها:
- كالي (الملفوف الأخضر المجعد): 26ملغ من اللوتين في حصة من 130غ
- سبانخ مطهيّة: 20ملغ من اللوتين في حصة من 180غ
- قرع صيفي مطهي: 4ملغ من اللوتين في حصة من 180غ
- بروكولي: 2ملغ من اللوتين في حصة من 156غ
- بازيلاء (بسلة): 2ملغ من اللوتين في حصة من 170غ
- لوبياء: 0.7ملغ من اللوتين في حصة من 100غ
- أفوكادو: 0.4ملغ من اللوتين في حصة من 150غ
- ذرة: 2ملغ من اللوتين في حصة من 256غ
- بيض: 0.2ملغ من اللوتين في حصة من 50غ
أما الأشخاص الذين لا تسمح لهم عاداتهم الغذائيّة بالحصول على كمية كافية منه، فيمكن للمكملات أن تعود عليهم بالفائدة.
خرافة الكريمات الواقية من الشمس
علاوة على أهمية نوعية الأكل الذي تتناولينه، أود أن أؤكّد على نقطة مهمة: استخدام الكريمات الواقية من الشمس. يجب استعمال الكريمات والزيوت الواقية من الشمس بحذر شديد، فبعض مكوّناتها يمكن أن تتسبب من ناحية بالسرطان كما أنها تترك من ناحية أخرى أثراً كارثياً على البيئة.
في الواقع، تستخدم هذه الكريمات والزيوت مرشّحات معدنيّة للأشعة فوق البنفسجيّة (ثاني أكسيد التيتانيوم والزنك) على شكل جسيمات نانوية. ولم يتراجع العلماء حتى اليوم عن التحذير من خطورتها. بالتالي، أنصحك بأن تختاري المنتجات العضوية لأنّ المواصفات فيها تستبعد عدداً كبيراً من العناصر النشطة السامة إلا أنّ هذا لا يمنع استعمال الجسيمات النانويّة هذه بمواصفات معينة، وهي ممنوعة بشكل خاص تحت حجم معيّن (100 نانومتر).
اكتفي بوضع الكريمات أو الزيوت عندما تكونين على المرتفعات أو على شاطئ البحر أو عندما لا تستطيعين أن تحولي دون تعرّضك للشمس في ساعات الظهيرة. ولا تنسي أنّ الكريم الواقي يفقد قدرته على حمايتك من أشعة الشمس بعد عام. ولعل الأسوأ من ذلك هو أنه يتحلل ويمكن أن يحتوي على عناصر مسببة لاضطراب الهرمونات التي تعزز إمكانيّة ظهور السرطان.