إطارات السيارات: عندما نفكّر في الأمر، ندرك أننا لا نرى أبداً إطارات حمراء أو خضراء! هل تساءلتم يوماً لمَ تُصنع الإطارات باللون الأسود حصراً؟ لمَ هذا اللون بالتحديد؟ حسن، ثمة سبب محدد جداً خلف هذا الخيار الجماليّ لاسيما أنّ هذا اللون لم يكن المعتمد منذ البداية. سنخبركم القصة كاملة.
لمَ لون الإطارات أسود؟
لعلكم لا تعلمون أنّ لون إطارات السيارات وحتى نهاية القرن التاسع عشر كان أبيض أو رمادياً فاتحاً، إلا أنّ هذا اللون الأبيض الطاغي لم يكن عملياً. ففي تلك الحقبة، لم تكن الطرقات مجهّزة وعمليّة ومناسبة كما هو الحال الآن. بالتالي، كانت الإطارات تتسخ باستمرار. لكن هذا العيب الكبير لم يدم طويلاً بما أنّ العلامة التجاريّة الشهيرة BF Goodrich (إخصائي إطارات السيارات) حلّت المشكلة في بداية القرن العشرين. ففي العام 1910، أُضيف مستخلص الفحم لصباغة الإطارات باللون الأسود بغية الحدّ من عمليات تنظيفها ومن أجل تحسين مظهرها. وجاءت هذه المبادرة مثمرة أكثر خلافاً لكل التوقّعات لأنّ مستخلص الفحم، المادة المستعملة لصباغ الإطارات، جعلت الإطار أكثر قدرة على التحمّل بخمس مرات.
إذن، تم اعتماد هذه القاعدة في كافة أنحاء العالم تقريباً. لكن البعض وبفضل التقنيات المتطورة قرر أن يغامر ويصنع إطارات ملوّنة من دون أن يمسّ بمتانتها. وفي التسعينيات، حاولت شركة ميشلان العملاقة أن تسوّق ألواناً جديدة كي تتميّز عن غيرها من الشركات إلا أنها لم تحقق نجاحاً للأسف وبقيت المبيعات محدودة. وبعد إجراء دراسة على السوق، أدركت علامة ميشلان التجاريّة أنّ المستهلكين لا يسحرون بتلك الإطارات الملوّنة التي يعتبرونها أقل جاذبية من “الأسود الدخاني”. وعلى الرغم من أن تلك الإطارات لم تختفِ تماماً من بين مجموعة المنتجات المخصصة للسيارات، إلا أنه من الواضح أنّ اللون الأسود هو الطاغي وأنّ السائقين قد اعتادوا عليه إلى حدّ بعيد.
معلومة إضافية: إنّ الإطار مصنوع من المطاط الطبيعيّ والصناعيّ. ويتأتى المطاط الطبيعيّ من اللاتكس ما يجعله أغلى ثمناً وأكثر كلفة في التصنيع. من ناحية أخرى، يُصنع المطاط الصناعيّ من بوليميرات متعددة وهي من مشتقات البترول وحسب.