إنّ زراعة شجرة الزيتون مشروع ومغامرة. فالشجرة تنمو وتكبر ونحن نكبر معها. نتعلّم من صبرها، ونعتني بها، ونرويها… وهي تجزينا خيراً إذا ما أرادت. ستعجب هذه المقالة أولئك الذين يسرّهم أن يزرعوا شجرة زيتون في حديقتهم. يا لها من نعمة أن نزيّن الحديقة بهذه الشجرة التي تذكّرنا بالكرم والسخاء!
إنها إرشادات بسيطة إنما محددة، من شأنها أن تضمن لكم إذا ما اتبعتموها بحذافيرها، نمو شجرة الزيتون وبقائها وحياتها في حديقة المنزل ومن مجرد نواة واحدة!
سنكشف لكم الآليّة التي ستُقسّم إلى 3 مراحل أساسيّة. نعم، المسألة تستحق العناء
تقضي المرحلة الأولى باستخراج نواة الزيتون ومن ثم زرعها في مرحلة ثانية ونقلها وإعادة زرعها في الخارج ثالثاً. ولكل مرحلة حيلها…
قدمنا لكم المرحلة الأولى في مقالة سابقة وستتابعون معنا في هذه المقالة المرحلتين الثانية والثالثة.
1. زرع نواة من الزيتون في كل أصيص مليء بالتربة
ضعوا في كل أصيص قطره 7سم تقريباً، نواة مغطاة بالتراب والتربة المسمّدة واحرصوا على ريّها إنما من دون إغراقها بالماء. ضعوا قفازات إذا أردتم خلط التربة بأيديكم كما أنّ قضيباً يمكن أن يفي بالغرض.
2. اغرسوا النواة جيداً لكن لا تنسوا أن تعرّضوا الأصيص للشمس:
اغرسوا النوى على عمق 4/3 الأصيص: تساعد الشمس على إنباتها. يُفضّل زرع نواة واحدة في كل أصيص فتتغذى بما يكفي من المكوّنات العضويّة والعناصر الغذائية التي تضيفونها إليها.
3. تأثير الدفيئة
من أجل تأثير الدفيئة الضروري لإنبات النوى، لفوا الأصص في أكياس من البلاستيك البولي اثيلين. إنّ قرب أشعة الشمس مفيد لكن لا تعرّضوها لها مباشرة منذ البداية. ستلاحظون نمو البراعم بعد شهر. تبدأ النبتة باتخاذ شكل، وهذا جميل!
4. الماء ضروريّ
الماء ضروري لاسيما وأن السنتمترات الخمسة في أعلى التربة يجب أن تبقى رطبة. إذن، انتبهوا للري كلما وجدتم أيّ نصف سنتمتر جافاً. سيشكّل إصبعكم المؤشّر. ترتكز هذه التجربة كلها على الاختبار والاستماع إلى النبتة. انتبهوا للبكتيريا التي تتكاثر إذا ما أفرطتم في الريّ.
5. نمو البراعم
تبدأ البراعم برؤية النور ويزداد شعوركم بالرضا… في هذه المرحلة، أزيلوا أكياس النايلون عن النباتات وضعوا الأصص قرب النافذة بانتظار إعادة زرعها في الخارج. وحتى ذلك الحين، قوموا بريّها وفقاً لقواعد فن الريّ.
يشكّل نمو البراعم إشارة جيدة إلى أنكم أصبحتم في منتصف الطريق. وأخيراً، ستُحرر نبتة الزيتون الموجودة في الأصيص لتجد نفسها في التربة كالتالي:
1. توضع في التربة في شهر أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول
هذا هو الوقت المناسب لإنزال الأصص في التربة، فالحرارة في هاتين الفترتين عامل جيد يساعد على نمو شجرة الزيتون الصغيرة. ننصحكم بانتظار بلوغ البرعم 45 سم.
2. الأرض تحتضن أخيراً الأصيص
احفروا الأرض بعمق يتناسب مع ارتفاع الأصيص لوضع هذا الأخير فيها. هنا سترون شجرة الزيتون تتفتح وتكبر. الخبر الجيد هو أنّ شجرة الزيتون لا تأبه لنوع التربة إلا أنّ الخبر السيء هو أنه ينبغي التنبّه إلى تصريف الأرض للماء. يجب أن تكون التربة قادرة على تصريف الماء بكمية كافية. يُفضّل أن تكون التربة مبللة إنما غير موحلة. يمكن انجاز المهمة بالمجرفة فلا داعي للهلع!
3. ازرعوا شجرتكم التي لطالما انتظرتموها…
أخرجوا الشجرة الصغيرة بنعومة ورفق من الأصيص، ضعوها في الحفرة التي أعددتموها لها وغطوها بالتراب بمعدل 2سم.
سنعود ونذكركم بضرورة أن تحرصوا على ريّ الحفرة والشجرة بما يكفي وبترك مسافة بين الأشجار التي لا تحب التنافس في ما بينها على الغذاء.
4. ستتولى الطبيعة زمام الأمور لكن لا تنسوا ريّ الشجرة
شجرة الزيتون ليست متطلبة جداً على صعيد العناية والرعاية إلا أنها تحتاج للريّ حتى وإن كانت مزروعة في الخارج. يعتمد عدد المرات التي تروى فيها الشجرة على المناخ.
5. الوقت اللازم لنمو أشجار الزيتون
تبدأ أشجار الزيتون بالظهور في غضون 3 سنوات وذلك بحسب نوع الشجرة التي قررتم زرعها.
6. شذّبوا الشجرة لتهوئة أفضل
ستنمو أشجار الزيتون ببطء لكن بثبات. وهذا لن يمنعكم من تشذيب شجرة الزيتون قليلاً لتهوئتها وإزالة الأغصان اليابسة وإعداد الأغصان الأخرى التي ستحمل قريباً الزيتون.
وصلتم أيها القرّاء الأعزاء إلى نهاية هذه المغامرة التي ستجدد نشاطك وحيويتك على الصعيد الشخصي وتمنحك أغصاناً مليئة بالزيتون والكثير من المتعة.
راجعوا الجزء الأول من المقالة: لا ترموا نواة الزيتون! كيف تجعلون النواة صالحة للزراعة؟ (1)