الضوء العالي لتوفير المال: ها قد حلّ الشتاء كما كل عام في الفترة نفسها. إن كان هذا الفصل مناسبة بالنسبة إلى البعض كي يعيدوا شحن طاقتهم والتركيز على ما هو ضروري وأساسي، فهو أيضاً الوقت المناسب لإيلاء اهتمام أكبر من المعتاد للسيارات لاسيما إن لم تكن في عزّ شبابها. في الواقع، يشكّل الشتاء الفصل الأشدّ قساوة على السيارات حيث يترك أثراً كبيراً على البطاريّة التي تتحمّل عبئاً أكبر من المعتاد وعلى استهلاك الوقود. لكنكم تستطيعون تجنّب هذه المشاكل.
إنّ تشغيل السيارة والانطلاق بها بعد ليلة من البرد الشديد هو أحد المشاكل الأكثر شيوعاً التي نصادفها في فصل الشتاء. وتسمح الحيلة التي سنكشفها لكم وتكمن في استعمال الضوء العالي بإعادة الحيوية إلى السيارة كل صباح مع التوفير في الوقت نفسه.
ما الأثر الذي يتركه البرد على سيارتي؟
إنّ السيارات آلات معقّدة. ويحتاج العديد من القطع الكهربائيّة في المحرك والمقود وأنظمة الفرملة في السيارة إلى التزوّد بالكهرباء بشكل منتظم كي تعمل بشكل فاعل. إذا فقدت البطارية شحنها بسبب نقص الشمس أو البرد، فسيحتاج المحرك إلى وقت أطول ليصل إلى الحرارة المناسبة كي يعمل، ولن تتفاعل السيارة بشكل جيد مع جهودكم. بالتالي، ستحتاج السيارة إلى وقت أطول كي تشتغل وتنطلق ما يزيد من استهلاك الوقود ومن انبعاثات الكربون. هذه المشكلة معروفة جداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير خلال فصل الشتاء، لاسيما في المناطق الجبليّة، وبشكل خاص الأشخاص الذين يركنون سياراتهم في الخارج.
من حسن الحظ أنّ تأثيرات البرد السلبيّة على أجزاء المحرّك أصبحت أقل بكثير في موديلات السيارات الحديثة، المجهّزة بتقنيات عالية ومتقدّمة، والتي لا يتأثر أداءها بانخفاض الحرارة بقدر السيارات الأكثر قدماً. لكن إن كنتم ممن يقودون سيارة قد سجّل عدادها آلاف الأميال المقطوعة، فتقضي إحدى أولى الطرق التي ينبغي تطبيقها كل صباح في الشتاء بعد تشغيل السيارة بأن تتجنبوا زيادة السرعات بقوة خلال الدقائق التالية وأن تتبعوا وتيرة أبطأ وأكثر انتظاماً بحيث تسمحون للسيارة بأن تسخن بشكل تدريجي حتى تصل إلى قدراتها التقنيّة. لكن ثمة حليف لا تتوقّعونه ولم يخطر لكم سيقدّم لكم المساعدة التي تحتاجونها.
لمَ من المهم أن تشغّلوا الضوء العالي قبل الانطلاق بالسيارة في الشتاء؟
يشكّل الضوء العالي عنصراً حيوياً وأساسياً للسلامة على الطرقات. والأضواء العالية مصممة كي تنير الطريق أمامكم ما يمكن أن يكون مفيداً للغاية عند القيادة ليلاً أو خلال الظروف المناخية الصعبة، كما أنها ضرورية أيضاً كي يتمكّن السائقون الآخرون من رؤيتكم فيما أنتم على الطريق. لكن وعلاوة عن وظيفتها الأساسيّة، يمكن لهذه الحيلة التي تقضي بتشغيلها مدة 10 ثوانٍ على الأقل قبل الانطلاق بالسيارة خلال فصل الشتاء، حتى وإن بدت لكم غير مهمة، أن تساعدكم في حماية المحرك وأن تجعلكم توفّرون الكثير من المال على المدى الطويل.
عندما تشغّلون السيارة بالمفتاح أو تضغطون على الزر لتشغيلها، أضيئوا المصابيح العالية الأماميّة مدة 10 ثوانٍ قبل تشغيل المحرك. تسمح هذه التقنية لنظام تشغيل السيارة بأن ينشط وأن يسخن قبل أن يعمل المحرك ما يمكن أن يكون مفيداً للغاية إذا كانت السيارة مركونة في الخارج في البرد الشديد.
عند إضاءة الأضواء العالية قبل تشغيل المحرك، تخففون الضغط على البطارية وتقللون من خطر إلحاق الضرر بها. إنّ استبدال البطارية المتضررة مكلف كما قد يؤدي إلى تعطّل السيارة. يمكنكم أن تتجنبوا هذه التكاليف وأن توفّروا المال باستخدام هذه التقنية البسيطة.
ومن المهم أيضاً ألا تنسوا إطفاء الأضواء العالية بعد الانطلاق بالسيارة إن لم يكن استعمالها ضرورياً، لاسيما في ظروف من شأنها أن تزعج السائقين الآخرين.
باختصار، إنّ إضاءة الأضواء العالية مدة 10 ثواني قبل تشغيل المحرك يمكن أن يساعدكم في توفير المال. وباتباع هذه النصائح، يمكنكم أن تستفيدوا إلى أقصى حد من هذه التقنية غير المعروفة وأن تحموا سياراتكم من صعوبات تشغيل المحرك ومن الأضرار التي لا داعي لها والمكلفة والمحبطة. ويمكن لهذه الخطوة أن تشكّل فارقاً كبيراً في الشتاء.