يتطلب تحسين وضعك المالي الشخصي أن تخرج من منطقة الأمان الخاصة بك لتعيد النظر في عاداتك القديمة وتختبر استراتيجيات جديدة.
إنّ كانت إدارة الميزانيّة صعبة عليك، فأنت لست الوحيد. والخبر الجيد هو أنك إذا قرأت هذا المقال، فهذا يعني أنك مستعد للانتقال إلى مرحلة العمل ولتحسين مختلف ميادين حياتك. ويقضي هذا بأن تتحدّى نفسك، وأن تتجاوز معتقداتك التي تقيّدك فضلاً عن اختبار استراتيجيات جديدة.
ما من نصيحة معجزة أو تحدٍ سحريّ، كما هو الحال في كافة ميادين الحياة. ولا يمكننا أن نجد ما يناسبنا وما ينجح معنا إلا إذا اختبرنا أشياء جديدة ما يسمح لنا باختيار طريقتنا الخاصة. لقد فعلها أشخاص آخرون، فلمَ لا نفعلها نحن؟
نصيحتي الأولى قبل أن نبدأ هي: توقّف قليلاً وفكّر في كل الأشياء (رغبات، أحلام، أماني…) التي تودّ أن تحسّن وضعك المالي من أجلها. هذه الأشياء هي المحرك، هي المحفّز، هي القوّة الدافعة خلال هذه السلسلة من التحديات.
التحدّي 1: تحديد العادات على الصعيد المالي
مستوى الصعوبة: 1
كما هو الحال مع كل مبادرة لتحسين الوضع الشخصي، نبدأ أولاً بإجراء جردة لعاداتنا. ولهذه الغاية، يمكننا أن نختار دفتراً عادياً أو أن نحمّل تطبيقاً مخصصاً لنسجّل في جدول، وبشكل أسبوعيّ، ما كسبناه وما أنفقناه من مال. يجب أن يتضمن الجدول أربعة بنود كالتالي:
- المداخيل الثابتة: كالراتب على سبيل المثال إن كنت موظّفاً
- المداخيل المتغيّرة: المتأتية مثلاً عن بيع منتجات للأفراد، علاوة فصلية، الخ…
- النفقات الثابتة: كايجار المنزل، الاشتراك في النادي، المدفوعات الشهريّة، الخ…
- النفقات المتغيّرة: هي المصاريف التي تتغيّر من شهر إلى آخر، تسوّق الحاجات المنزليّة، الخ…
وهكذا، يمكننا بعد 3 أو 4 أسابيع أن نكوّن فكرة عن نفقاتنا ومداخيلنا وأن نفكر بالتالي في كيفية ايجاد توازن بينها، وعلى أيّ نفقات يمكن العمل، وكيف يمكن أن نزيد المداخيل، الخ… بعدئذ، يمكننا أن نبدأ بوضع استراتيجية جديدة للأسابيع التالية.
نصيحة: وضع هدف قابل للقياس
بما أنّ الاستراتيجيّة توضع للرد على هدف وتحقيقه، فمن الضروري في هذه المرحلة من المغامرة أن نحدد ما نسعى إليه على الصعيد المالي وأن نقيسه كمياً. بمعنى آخر، ما الذي أحتاجه لأبلغ حلمي؟ ما هو المبلغ الذي يتطلبه ذلك؟ ومن ثم في مرحلة لاحقة، كيف أبلغ هذا الهدف؟
التحدي 2: التفاوض لخفض قيمة الفواتير
مستوى الصعوبة: 2
وفي سياق التحدّي الأول، وللذهاب أبعد في تحقيق هدف خفض الإنفاق وبالتالي زيادة الأموال، لنحاول أن نساعد أنفسنا عبر التفاوض على أسعار أدنى. يمكننا على سبيل المثال أن نتصل خلال الأسبوع بالمصرف لخفض الرسوم المصرفيّة أو شركة الهاتف للتفاوض على تعرفة أفضل. ولهذه الغاية، لا بد من تحضير الحجج لاستباق اعتراضات الشخص الذي نتحاور معه. يمكننا مثلاً أن نشير إلى أننا من الزبائن القدامى أو أن نلعب على وتر المنافسة، الخ…
نؤكد لك أنّ هذا التحدي يمكن أن يؤدي إلى مفاجآت سارة لأننا اختبرناه مرات عدة.
التحدي 3: العثور على الصفقات الجيدة لتحسين الوضع المالي
مستوى الصعوبة: 1
هل تعرف شخصاً لديه “خططاً جيدة” على الدوام؟ نحن من جهتنا لدينا في ذهننا الكثير من الأشخاص الذين لن نذكر أسماءهم.
يمكن تحسين وضعك المالي بفضل الصفقات الجيدة إذا ما بدأنا أولاً ببعض الأبحاث. يمكن أن تكون الصفقات على شكل قسائم حسومات، تطبيقات تقترح عروضاً ترويجيّة، وذلك للعديد من مجالات الإنفاق: الطعام، العناية بالشعر، الملابس، الخ… يقوم هذا التحدي على أن نخصص بضع دقائق عندما نرغب في شراء غرض ما لكي نبحث عن خطة جيدة لخفض النفقات الذي يُفترض أن نصرفها.
قد يتطلّب البحث بعض الوقت في البداية إلا أنه يصبح شبه آلي في مرحلة لاحقة. وسيبدو المكسب مثيراً للاهتمام بعد بضعة أسابيع.