أتعيشون على مقربة من طريق عام أو من مستديرة؟ هل تعانون من الضجيج على الشرفة؟ إنّ عزلها ووضع حدّ للضجة أمران يستحقان التفكير فيهما وسيحسّنان إلى حدّ كبير من نوعية عيشكم. فحماية الذات من الضجيج على الشرفة يساهم في بعض الأحيان في حلّ مشكلة صحيّة. هذا الكلام صحيح، ولا مبالغة فيه. فلن تصبح حياتنا اليومية قابلة للإحتمال أكثر وحسب عندما نتوقّف عن سماع أصوات ضجة الشارع في منزلنا، بل ستتراجع معدلات الضغط النفسي لدينا بشكل كبير.
ما هي أنظمة عزل الصوت المختلفة التي يمكن استخدامها للشرفة؟
عندما تقررون خفض معدل الضجيج على الشرفة وتبدأون بدراسة الأنظمة المختلفة المتاحة فقد تجدون صعوبة في اختيار ما هو مناسب لكم. سنجد أنفسنا أمام مفهومين هما عزل الصوت أو امتصاصه، وهذان المفهومان يبدوان متشابهين لكن الأهم هو أنهما غير مألوفين. يجب أن تعلموا أنّ الموجة الصوتية عندما تصادف عائقاً ما، ترتد أولاً وتنتج ما نسميه الصدى فيما يمتص العائق الذي اصطدمت به وارتدت عنه جزءاً منها لكن الجزء الثالث والأخير يجتاز هذا العائق نفسه.
في هذا الإطار، يقوم العزل على ايجاد أفضل المواد أو التقنيات المتوفرة لمنع انتقال الموجة الصوتية من غرفة إلى أخرى. بالتالي، ستصبحون معزولين عن الضجيج الخارجي. ولإمتصاص الصوت، لا بد من مواد خفيفة وذات مسام كالإسفنج أو الصوف الصخري أو الألياف الزجاجية أو المواد النسيجية. أما لعزل الضجيج، فلا بد من أن تكون طبيعة المواد مختلفة تماماً: مواد كثيفة وجامدة.
جدران نباتية للحماية من الضجيج على الشرفة
تعرفون بالتأكيد الفوائد العديدة للحدائق العامودية وغيرها من الجدران النباتية. في الواقع، لهذه الجدران العديد من الوظائف والمهام ومنها لعب دور العازل الصوتي. فالنباتات قادرة على امتصاص حتى 50% من الضجة الناجمة عن الشارع أو المدينة الكبيرة. وهي تمتص الضجة على نحو أمثل وأفضل من المواد التي تُستخدم عادة للعزل الصوتي. فالمواد التي تُستخدم عادة لعزل ضجيج الشارع على سبيل المثال، كالاسمنت أو الزجاج أو الجص، لا تمتص سوى 20% من الضجة مقابل 50% للجدران النباتية. كما أنّ الفائدة مزدوجة في الحالة الثانية بما أن العنصر المستخدم هو عنصر طبيعي يعمل أيضاً على تنقية الهواء.