زراعة الإسفنج في الحديقة أو المنزل؟ إنها فكرة غير اعتياديّة إلى حدّ ما، ولكنّها ليست مستحيلة! و هي فكرةٌ اقتصادية و مفيدة للبيئة. بدلًا من أن تشتري الإسفنج من المتاجر، يمكنك أن تصنعيه بنفسك. للقيام بذلك، تحتاجين فقط إلى زراعة الإسفنج أو الليف الطبيعي في حديقتك أو شرفتم لتقطفيه و تستخدميه في المنزل.
الحصول على البذور
اللّيفة (أو اللوفة) هي نباتٌ من عائلة القرعيّات، التي تتكوّن من 5 إلى 7 أنواع. نُميّز منها بشكل أساسيّ ليفة أكوتانجولا acutangula ، ليفة أوبيركولاتا operculata، ليفة echinata وليفة إيجيبتياكا aegyptiaca أو الليفة المصربة. النّوع الأخير هو أكثر أنواع هذه النّباتات زراعة، وذلك بفضل ازدواجيّة استخدامه, حيث يمكننا تناوله بنفس الطّريقة التي نتناول بها الخضار، بالإضافة إلى امكانيّة استخدامه كإسفنجة نباتيّة.
لذلك فإنّ الليفة المصرية أو الليف هي نوع من القرع الذي تسهل تنميته عبر زراعة البذور. تتمّ زراعة بذوره مباشرة في الحديقة أو على الشرفة مثل القرع الشّماميّ والبطّيخ. و يمكنكم شراؤها من المتاجر المتخصّصة بالبساتين و الزراعة أو عبر الإنترنت.
اختيار و تحضير منطقة الزراعة
تُفضّل الليفة المصرية البيئة الحارّة و الرطبة، و موطنها الأصليّ هو الهند. تنمو بشكل مثاليّ في الأماكن المُشمسة، ولكن يمكننا زراعتها في الداخل، في دفيئة حرارتها عالية أو معتدلة. للحصول على الإسفنج النباتي أو الليف، نحتاج إلى 150-200 يوماً دافئاً على الأقلّ. زراعة الاسفنج في دفيئة، هو أمر الزاميّ في المناطق ذات المناخ البارد حيث أنّ فترات الحرارة تكون قصيرة.
إذا تمّ استيفاء جميع الشّروط، يمكننا زرع هذه النباتات في أرض الحديقة، أو في الحوض، في الفناء أو على الشرفة، وفقًا لرغبات كلّ منّا. في الواقع، يمكن لهذه النبتة أن تضيف جمالاً و رونقاً إذا تمّ الاعتناء بها جيدًا.
في كلّ الأحوال، علينا أن نُحضّر الأرض بشكل جيّد قبل الزّراعة.
يجب أن تمرّ اللّيفة أوّلاً بمرحلة الإخصاب والترطيب لتحسين نموّها. يُفضّل هذا الإسفنج الطبيعيّ التّربة غير الرّطبة و التي تُصرّف المياه بشكل جيّد. و هي تتكيّف مع تربة تكون درجة الهيدروجين فيها محايدة, قلوّية وقليلة الحموضة. إنّها تُحبّ التّربةً التي فيها رملٌ أو طينٌ أو بحص. من المستحسن إضافة الدولوميت أو الجير لتخفيف حموضة التّربة إذا كانت حمضيّةً جدّاً. تُعتبر التّربة الخصبة ضروريّةً أيضًا لتحسين نموّ النّبتة. لذلك يجب أن ندعمها بالمكوّنات العضويّة, مثل السّماد الطبيعي أو السّماد المتحلّل.
أمّا بالنّسبة للزّراعة في الأحواض، اختاري حاوية كبيرة, بمتوسط سعة 20 لترًا. من الضروريّ أن تضمني التّصريف الجيّد، وذلك عبر وضع طبقة من قطع الفخّار أو الحصى في قاع الإناء. ثم املئيه بتربة غنية بالدّبال.
زرع اللّيفة (اللوفة) في الوقت المناسب
تتمّ زراعة ليفة إيجيبتياكا aegyptiaca عندما يكون الطّقس حارًا, لتنمو في أفضل الظّروف. يجب أن نتأكّد أنّ خطر الصّقيع قد زال و انّ التّربة أصبحت دافئة. عادة ما تتمّ العمليّة من آذار/ مارس حتى أيّار/مايو، لكي تُزهر مع بداية شهر تمّوز/يوليو. في البداية, نزرع بذور اللّيفة في أحواض, أواخر آذار/مارس أو أوائل نيسان/ابريل. ثم ننقل النباتات الصغيرة من الأحواض الى الأرض في بداية شهر أيّار/مايو. بشكل مبدئيّ، تتمّ زراعة البذور قبل 5-6 أسابيع من تنميتها في الأرض، خاصّة في المناطق التي يكون فيها الصّيف قصيراً.
يمكنك أن تزرعي الإسفنج أو الليف باتّباع الخطوات التالية:
- حضّري التّربة، ثمّ قومي بزرع 3 أو 4 بذور في أقداح. تأكّدي من أنّ درجة حرارة الغرفة حوالي 18 درجة مئوية وأنّ المكان فيه ما يكفي من الضّوء لنموّ البذور.
- بعد 4 أسابيع، سوف تظهر البراعم الأولى. بمجرّد أن تظهر 2 أو 3 أوراق، عليك أن تنقليها الى التربة.
- لحماية الجذور، تأكّدي دائمًا من الاحتفاظ بالأقداح لاستخدامها عند نقل النّبات و التّشتيل لاحقاً في الحديقة.
- اصنعي ثقوباً مناسبة، و ضعي النّباتات الصّغيرة فيها, ثمّ غطّيها بالتّربة.
- أتركي مسافة من 1 إلى 2 متر بين النّبتة و الأخرى.
- ارويها بالمياه بكثرة.
بالنسبة لمن لا تُفضّل استخدام الأقداح، يمكنك أيضًا زرع من 3 إلى 4 بذور قي حفر صغيرة مباشرة في أرض الحديقة. تتمّ زراعة البذور على شكل خطّ، بمسافة حوالي 30 سم بين البذرة و الأخرى.
الإعتناء بالنّباتات جيّداً
على الرغم من أنها ليست متطلبة للغاية، إلا أن الليفة المصربة تحتاج إلى بعض العناية لإنتاج ثمار جيدة.
- أثناء زراعة البذور، من المستحسن إضافة سماد النيتروجين إلى التّربة. يُعتبر استخدام السّماد الكامل أكثر ملاءمة بعد الزّراعة في الأرض، لكي لا تظهر الزهور بشكل مُبكر.
- منذ بداية نموّها، يجب علينا حماية النبتة من هجمات الطّفيليّات والحشرات، مثل البزّاق. و هي نادرًا ما تصيبها الأمراض على عكس معظم أنواع القرع.
- تؤثّر الحشائش المضرّة أيضًا على نموّ النّباتات الصّغيرة. لذا, تأكدي من إزالتها بانتظام، خاصة حول جذوع الليفة.
- من أجل مساعدة النّباتات على النّمو، يُنصح بتركيب عريشة لكي تستطيع التّسلق. إذا تركناها على الأرض، سوف تميل ثمار اللّيفة إلى التجعّد، بينما ستكون متمددة وأكثر قوّة عندما تعلو.
- يمكن أن يصل ارتفاع السّيقان بسرعة إلى 10 أمتار. إذا لزم الأمر، فمن الممكن تقليم الأكثر صلابةً لتسهيل التعريش. عادة ما يتمّ التّقليم بين أيّار/مايو وآب/اغسطس.
- انتقاء الثّمار التي يجب أن نبقي عليها ضروريّ في بعض الأحيان للحصول على محصول جيد. و يُفضّل انتقاء الثّمار التي تنمو على ارتفاع أكثر من متر واحد عن الأرض، حيث ستحصل هذه على المزيد من العصارة وستنمو بسهولة أكبر.
- • علينا الّا ننسى ريّ النّبتة. يجب أن يتمّ الرّي بشكل خفيف، ولكن منتظم.
قطاف ثمار اللّيفة
عادة ما يتمّ قطاف ثمار الليف بين شهري تشرين الأوّل/اكتوبر وتشرين الثّاني/نوفمبر. إذا نمت بشكل جيّد، يمكن للنّبتة أن تُنتج ما بين 3 إلى 5 ثمار لكلّ كرمة.
يتمّ القطاف بطريقتين، اعتمادًا على الاستخدام المخصّص للثمار.
- للحصول على الإسفنج النباتي، من الضروريّ أن ننتظر حتّى تكتسب قشرة الثمار اللّون البنّي قبل قطفها. قومي بتمزيق القشرة، ثم أزيلي البذور عبر قطعها من الطّرف. ثمّ ضعي الثمار الفارغة حتى تجف، قبل نقعها في الماء لبضعة أيّام. يمكنك تبييض اللبفة في الماء المغلي. بعد تجفيف الليفة مرّة أخرى، قطّعيها إلى شرائح لاستخدامها. يمكنك أن تستخدمي هذا الإسفنج بشكل يوميّ مثل الإسفنج الصناعي. اغسليه وجفّفيه بعد كلّ استخدام, لضمان استمرار جودته لفترة طويلة.
- لأكل ثمار اللّيفة، يتمّ قطافها قبل ذلك بكثير، عادة بعد 4 أشهر من الزّرع. تؤكل الثمار الصغيرة نيئة مع الخلّ أو اللّيمون الحامض مثل الخيار، أو مطبوخة في الحساء أو مقليّةً مثل الكوسى.
بعد القطاف، لا تنسي تأمين زراعة المحصول التالي. فيمكنك جمع البذور لكي لا تضطرّي الى شرائها في العام التالي.