إنّ تعقيم المنزل لمكافحة فيروس كورونا كوفيد-19 من دون مواد كيميائية أمر ممكن.
كيف نجعل منازلنا أكثر نظافة ونتأكد من عدم وجود أيّ أثر للفيروسات على الأسطح؟ هل علينا أن نستخدم حكماً ماء الجافيل؟ هل من بدائل طبيعية أخرى؟
قمنا بتحرياتنا حول هذا الموضوع لنحاول أن نعطيكم الجواب الشافي على الأسئلة الأساسية. من المهم مع ضراوة فيروس كورونا وقدرته الكبيرة على التفشّي أن نعرف كيف نجعل بيئة منازلنا الداخلية صحيّة من دون أن نخاطر.
يعالج هذا المقال من حلول ذكية مسألة المعقّمات للمنزل، وإن كنتم تبحثون عن جِل معقّم لليدين مصنوعاً في المنزل، فالحلّ هنا.
نظّفوا الأسطح من دون أن تعقّموها
إليكم النصيحة التي تخالف ما هو متوقّع “من الأفضل ألا نعقّم منازلنا. إنما من الضروري أن نبقيها نظيفة، مرتّبة، غير مزدحمة بالأثاث وأن نحرص على تهوئتها”، هذا ما ينصح به الدكتور ستيفان غاييه، أخصائي الأمراض المعدية والصحة.
ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الجزيئات الفيروسية تفقد نشاطها سريعاً (بعد بضع ساعات) في البيئة المحيطة. بما أنّ الفيروسات ليست كائنات حيّة، فهي تفتقر بالتالي إلى عملية الأيض. ويؤكد الطبيب “انّ الجزيئات الفيروسية المنتشرة في بيئتنا لا يمكنها أن تنقل إلينا العدوى بشكل فاعل نظراً لانتشارها وتشتتها”.
وصفة أساسية: الماء مع الصابون أو الخلّ الأبيض يكفيان للمنزل
لا بدّ من أن نميّز بين التنظيف الذي يقوم على التخلّص من الأوساخ وبين التعقيم الذي يقوم على قتل الجراثيم والبكتيريا والفيروسات. ويشير الدكتور غاييه إلى أنّ “التعقيم بشكل عام سام أكثر مما هو مفيد”.
ولتنظيف الأسطح، يُفضّل أن نستخدم الماء مع الصابون ومن ثم أن نقوم بشطفه بالماء الصافي. ويرى إخصائي الأمراض المعدية أنّ “الخل الأبيض هو منظّف جيد صديق للبيئة. إنّ قدرته على التعقيم محدودة لكنها تكفي غالباً للمنزل. ويمتاز عن سواه بأنه غير سام”. وينصح الطبيب بشكل خاص بألا يتم استخدام المعقمات المركّبة التي تباع في الأسواق.
أما تعقيم الهواء فهو غير مجدٍ وغير ضروري كما أنه سام وضار. “يجب تجنّب هذه العملية. من الأفضل أن تتم تهوئة المنزل مدة 20 دقيقة، عبر السماح بمرور تيار هوائي، مرة أو اثنتين في اليوم”.
وإذا أردنا أن نعقّم بأيّ ثمن، فماذا نستخدم؟
“إن كنا نصرّ على التعقيم فينبغي استخدام الماء المعالج بالكلور، من دون شطف بالماء الصافي: ولتحضير هذا الماء، يكفي أن نضيف كمية من ماء الجافيل (وهو بطبيعته مكوّن من 2،6% من الكلور الناشط) إلى 14 ضعف هذه الكمية من الماء الصافي، أيّ أننا نخففه بمعدل 1/15 ما يعطينا محلولاً مُعقّماً متعدد الاستعمالات للمنزل”، بحسب الدكتور غاييه. دعوا الأسطح تجف بشكل طبيعي في الهواء.
من ناحيتها، تشير منظمة الصحة العالمية إلى “وجود معقّمات كيميائية قادرة على القضاء على الكوفيد-19 المنتشر على الأسطح. ونتحدّث هنا بشكل خاص عن المعقّمات المعدّة من ماء الجافيل أو الكلور، والمذيبات والايثانول بنسبة 75%، وحمض فوق الاستيك والكلوروفورم”. إلا أنّ المادتين الأخيرتين نافعتان في الأماكن العالية الخطورة كالمستشفيات أكثر مما هما مفيدتان للمنازل لاسيما إن لم يكن هناك أيّ اصابات في محيطكم، إذ أنهما ضارتان وسامتان للجسم.
هل الزيوت العطرية قادرة على قتل الجراثيم؟
لعلكم سمعتم أنّ بعض الزيوت العطرية تتمتع بقدرة تعقيم لا يُستهان بها. يشرح السيد دافي: “أُثبت أنّ بعض الزيوت العطرية تتمتع بخصائص مضادة للميكروبات لكن ما من أدلة كثيرة على أنّ أحد الزيوت العطرية قادر على قتل الميكروبات بحيث يُنصح بإستخدامه كمعقّم. لا أنصح إذاً بإستعمال الزيوت العطرية للتنظيف العام في المنزل.”
البخار معقّم طبيعي فعّال
تستخدمه المستشفيات للتعقيم والتطهير. ما هو هذا المستحضر السحري والمعجزة؟ الماء، وتحديداً بخار الماء المشبع الذي نسميه البخار الجاف على حرارة 120 درجة مئوية وأكثر. هذه المياه في الحالة الغازية، التي تُرفع حرارتها باستمرار، وتُغذى بالبخار الساخن على درجة حرارة 120 درجة مئوية والمضغوط، تتمتع بخصائص تنظيف وتعقيم ومزيلة للدهون لا مثيل لها. كما أنّ للبخار أثر ايجابي على صحتنا وهو صديق للبيئة. هل من خيار أفضل؟
تذكير: انتبهوا من سوء استخدام مزيج من المواد الكيميائية. لا ننصح بإستخدام مستحضرات تنظيف مختلفة في الوقت نفسه فبعض التركيبات والخلطات يمكن أن تولّد غازات خطرة وسامة. لا تمزجوا على سبيل المثال ماء الجافيل مع الأمونياك أو ماء الجافيل مع الخل.
طريقة التعقيم مهمة بقدر المكوّنات
إنّ طريقة استخدامكم لهذه المكوّنات المعتمدة مهمة أيضاً. لذا، اقرأوا بانتباه التعليمات الموضوعة على مستحضر التنظيف واتبعوها. يجب تنظيف الأسطح الصلبة بالماء والصابون العادي كقاعدة عامة قبل استخدام المعقّم. كما ينبغي احترام مدة التشبّع والتلامس الموصى بها قبل المسح أو الشطف بالماء الصافي. يجب أن تبقى بعض الأسطح رطبة بشكل واضح لبضع دقائق إلا أنّ الناس يسيئون غالباً استخدام المعقّمات ولا يتمكّنون من القضاء على الميكروبات بالنسبة نفسها التي تعد بها المعلومات الموجودة على علبة المستحضر.