خلال الأشهر الماضية، أصبح العديد من الناس معتادين على الكِمامة الواقية للجهاز التنفّسي. إن إرتداء الكمامة يعتبر جزءًا من إجراءات الوقاية التي يجب إحترامها تمامًا مثل التباعد الإجتماعي وغسل اليدين بإستمرار. سواءً أكانت الكمامة قماشيّة، أو طبيّة، أو جراحيّة، فإن الهدف منها يبقى نفسه: حماية نفسك والآخرين بالتأكيد في مواجهة جائحة كورونا.
وبالرغم من ذلك، فإن العديد من الأشخاص لا يرتدونها ظنًّا منهم أن المرض أصبح خلفنا. والكثير ممن يرتدونها يرتكبون أخطاءً فادحة مما يجعل إرتدائها يأتي بنتيجة عكسيّة بدلًا من الإستفادة منها. إليكم الأخطاء التي يجب أن تتجنّبوها عند إرتداء الكمّامة.
1. لا ترتدون الكمامة على وجهكم بشكل صحيح
بالطبع، إن إرتداء الكمامة ليس بالأمر المُستحَب. فلديكم العديد من الأعذار كي لا ترتدوها مثل الحرارة، والشعور بضيقٍ في التنفّس، والبخار على النظّارات. وكذلك هناك إحتمال كبير بألّا تضعوها بشكل صحيح ظنًّا منكم أن ذلك لن يحدث فرْقًا. ولكن هذا أمرٌ خاطئ! في الواقع إن فيروس كورونا ينتقل إلينا من خلال العيون، والفم والأنف. فإذا لم تقوموا بتغطية وجهكم بشكل صحيح، وفي حال قام شخص يعاني من الأعراض أو لا تظهر عليه أعراض المرض بالتنفّس أو العطس أو السعال بجانبكم، فأنتم معرّضون لخطر تنشّق الرذاذ المُعدِي. لذلك يجب:
تجنُّب وضعها على الفم فقط أو على رأس الأنف، لأن ذلك لن يسمح لها بتنقية أي شيء. يجب أن تضعوها على أعلى الأنف من أجل حماية جسر الأنف بشكل أفضل. وعند الحاجة عالجوا عدسات نظّاراتكم بالصابون أو كريم الحلاقة كي تتفادوا البخار.
وإذا كان للكمامة جهة زرقاء، يجب عليكم وضع الجهة الزرقاء إلى الخارج وليس لجهة الوجه من أجل تنقية أمثل للجزيئات الدقيقة. ولا يجب عليكم لمس الجزء الأساسي من الكمامة عند إرتدائها أو نزعها، وإنّما الشرائط المطّاطيّة فقط.
لا تضعوا شرائط الكمامة بطريقة متقاطعة أو فوق الأُذنين لأن ذلك يجعلها غير محكمة الإغلاق من الجانبين.
إرتدوا الكمامة الجراحيّة أو الطبيّة شرط إحترام الحد الأقصى لإرتدائها. وبالتأكيد لا يجب عليكم رَمْيها في أي مكان. فإن مكانها في سلّة المهملات، وليس في الحدائق أو على الشواطئ!
2. تنسون أن تغسلوا أيديكم قبل وضع الكمامة
تعتبر أيدينا مأوى للجراثيم. إن بعض الأشخاص يسعلون ويعطسون على أيديهم ومن ثم يلمسوننا وبالتالي من الممكن أن تكون هذه الأسطح ملوّثة بشكل يومي. في الواقع، إن إرتداء كمامة نظيفة بواسطة يدين وسختين يؤدّي إلى تلوّثها قبل أن نضَعها على وجهنا! ومن أجل أن نتجنّب تلوّث الكمامة الواقية عند إرتدائها، من المهم جدًا غسل اليدين قبل ذلك بعناية وبواسطة الصابون أو معقّم اليدين.
3. تلمسون الكمامة
لسوء الحظ، لدينا جميعًا عادات سيّئة: حكّ زاوية الأنف، فرك العينين عند التعب، لمس الفم عند التركيز، وغيرها. بإختصار، لدينا عادة لمس وجهنا عدّة مرّات في اليوم، وإرتداء الكمامة ( التي يمكن أن تدفعنا إلى الحكّ وتزعجنا، مما يجعلنا نرغب بلمس وجهنا) يدفعنا أكثر إلى إرتكاب هذه الأخطاء. ولكن عليكم الإنتباه، عند إرتداء الكمامة يجب أن تمتنعوا عن لمسها كي لا تلوّثوها. وبالإضافة إلى ذلك فإنّها تكون أيضًا مغطاة بالجراثيم التي يمكن أن تنتقل إلى اليدين عند اللمس. ويبقى الحل الوحيد المُتاح هو نزعها بإستخدام الشرائط فقط.
4. تضعونها على أجزاء أخرى من الجسم
قد ترغبون في وضع كمامتكم تحت الذقن من أجل الإستراحة والتنفّس بشكل أفضل، أو الأكل أو شرب القهوة؟ في هذه الحالة، تكونون قد أفسدتم جميع الجهود التي بذلتموها من أجل الوقاية من الجائحة! من الممكن أن تكون رقبتكم ملوّثة بواسطة اللعاب وعند وضع الكمامة عليها، من المحتمل أن يؤدّي ذلك إلى تلوّثها. تذكّروا أن الكمامة يجب أن تلامس الفم والأنف فقط. في الواقع، إن مكانها ليس في الجيب، أو في دُرج السيّارة أو في حقيبة اليَد الوسخة التي سوف تزيد من تلوّثها إذا ما تمّ إستعمالها وهي مغطاة بالمواد المُعدية. وإذا ما قمتم بنزعها فإن مكانها هو سلّة المهملات (للكمامة ذات الإستعمال الواحد) أو في حاوية مُحكمة الإغلاق بإنتظار غسلها فيما يخص الكمامة التي تُغسل.
5. ترتدون الكمّامة الواسعة والممزّقة
بالطبع، إن كِمامة التنفّس التي يعاد إستعمالها ليست رخيصة. وبالرغم من ذلك، فإن الكمامة التي أتلفت نتيجة الإستعمال أو الغسل لن توفّر نفس نوعيّة التنقيّة في مواجهة الرذاذ والجزيئات المُعدية. وكذلك فإن الكمامة الممزّقة من الصعب أن تغطّي الوجه بشكل كافٍ وأن تحمي بفعاليّة! من أجل الحماية السليمة، لا ترتدوا الكمّامة التي تظهر عليها علامات الإهتراء ولو كانت قليلة.
6. تتّبعون نصائح التنظيف المتوفّرة على مواقع التواصل الإجتماعي
نقرأ كلّ أو أي شيء يتعلّق بطريقة غسل وتطهير الكمامة. ويبقى الغسل بواسطة الغسّالة على حرارة 60 درجة مئويّة لمدّة نصف ساعة على الأقل يتبعه تجفيف خفيف، هي طريقة التنظيف التي يجب أن تعتمدوها، وإذا لزم الأمر مع المناشف والشراشف التي تتحمّل درجات حرارة كهذه. ولكن إذا كان هذا الأمر لا يناسبكم حاولوا أن تجدوا طرقًا أخرى من أجل عدم إستعمال الغسّالة…فمن الممكن أن تكون النتيجة خطرة أو عكسيّة! وتذكّروا إذًا:
- إن مبيّض الغسيل (ماء الجافيل) والسبيرتو يتلفان القماش ويقلّلان من خصائص التنقية للكمامة مما يضر بجهازكم التنفّسي وبشرتكم.
- إن البخار يثبّت الفيروس على الكمامة، ولذلك يجب أن تتجنّبوا فكرة وضع الكمامة فوق طنجرة من البخار.
- إن غلي الكمامة يقلّل من نوعيّة التنقية ويذيب الشرائط.
في النهاية، إن الغسيل باليد أو بالغسّالة البخاريّة لن يؤمّن إزالة التلوّث بنسبة 100%.
وتذكّروا أنه بالرغم من إرتداء الكمامة لحماية الجهاز التنفّسي، فإن إهمال إلإجراءات الوقائيّة الأخرى يشكّل خطأً كبيرًا. إن الكمامة لا تنقّي الرذاذ دائمًا بنسبة 100%، مما يفسّر أهميّة التباعد الإجتماعي من أجل تجنّب إنتشار الوباء. فيما يخص غسل اليدين، يبقى مهمًا ذلك أن لمس الأسطح الملوّثة هو عامل ملوّث. إذا أردتم حماية أنفسكم، عليكم أن تعلموا أن إجراءات الوقاية الشخصيّة ليست حسب الطلب، بل هي مسؤوليّة الجميع.