بعكس ما قيل لكم، هناك فئة من الأطعمة تفاقم مرض السكري وتبقيه بدون شفاء…وهي ليست الأطعمة التي قيل لكم إنها “غنية بالدهون” !
هذه الفئة هي السكر بكافة أنواعه، وخصوصاً السكر الذي يجعل معدل سكر الدم يرتفع بسرعة كبيرة (وهي تلك التي تمتلك مؤشر سكر مرتفع). إنها حالة السكر العادي بالتأكيد، ولكنها أيضاً حالة أغلب النشويات مثل الخبز أو البطاطس.
عندما تعرفون كيف يعمل مرض السكري، يبدو منطقياً أن تقللوا من استهلاك النشويات. حتى أن التعريف الطبي لهذا المرض هو وجود معدل مرتفع للسكر في الدم بشكل غير عادي.
لكن هذا ما تثبته أيضاً دراسات علمية لا تعد ولا تحصى منذ سنوات. سأعرض لكم اثنتين منها، وهما الأحدث، لكي تتبينوا لأي درجة أصبح الخطاب الرسمي الطبي بخصوص السكري متخلفاً وقد تجاوزه الزمن.
دهون جيدة أكثر، نشويات أقل
في سنة 2014، اختار باحثون في جامعة كاليفورنيا، في سان فرنسيسكو، 34 مريضاً بديناً مصابين بالسكري أو لديهم استعداد للإصابة به. وقسموهم إلى مجموعتين :
كان على المجموعة الأولى أن تتبع النصائح الطبية الأميركية : ريجيم محدود السعرات الحرارية، غني بالنشويات (165غ باليوم، ما يعادل 45 إلى %50 من السعرات الحرارية) وفقير بالدهون؛
المجموعة الثانية يجب أن تلتزم بنظام غذائي غني بالدهون وفقير جداً بالنشويات، ما يعادل حوالى 20 إلى 25غ من النشويات يومياً. وبعكس المجموعة الاولى، كان للمشاركين الحق في أن يأكلوا بقدر ما يشاؤون.
بعد ثلاثة شهور، المجموعة التي تتبع نظاماً فقيراً بالنشويات (لنسمها “مجموعة الدهون”) تفوقت بفارق كبير على المجموعة التي كانت تتبع النظام الطبي الرسمي (لنسمها “مجموعة النشويات”) :
- خسارة الوزن : مجموعة “الدهون” خسرت ضعفي الوزن الذي خسرته مجموعة “النشويات”، مع أن المشاركين فيها لم يكن لديهم تعليمات بالتقليل من السعرات الحرارية
- السكر في الدم : انخفض معدل السكر في الدم عند مجموعة “الدهون”، بينما لم يتحرك قيد شعرة عند مجموعة “النشويات”
- العلاجات الطبية : %44 من الأشخاص في مجموعة “الدهون” استطاعوا التوقف عن تناول دواء أو عدة أدوية، بينما كانت النسبة %11 فقط عند مجموعة “النشويات”.
- هذه النتائج مدهشة. الأمر السلبي الوحيد هو أن ريجيم “الدهون” الذي تم تطبيقه كان متشدداً من ناحية استبعاده الفواكه الغنية بالسكر من نظامه.
افعلوا كما كان يفعل أجدادنا
لحسن الحظ، هناك ريجيم غذائي أبسط، يحقق المعجزات في محاربة السكري… وتستطيعون أن تلتزموا به بكل سهولة طوال حياتكم.
هذا النظام أساسه تناول الأطعمة التي كان يتناولها أجدادنا : خضروات، فواكه، جوزيات، بيض، لحوم، سمك، ثمار البحر، الخ. وحدها الأطعمة التي ظهرت مع الزراعة، منذ 10000 سنة، ممنوعة، وخصوصاً الحبوب ومنتجات الحليب.
هذا الريجيم اللذيذ هو ريجيم “باليو Paleo”. إنه يلغي تحديداً الأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع جداً التي هي منتجات الحبوب (خبز، كورنفلكس، معجنات، بيتزا، الخ. ). وهذا هو السبب الذي يجعله مفيداً بشكل خاص لمرضى السكري كما برهنت على هذا عدة دراسات.
آخر هذه الدراسات، المنشورة سنة 2015، كشفت أنه يكفي أسبوعان فقط من الالتزام بهذا النظام الغذائي لتحسين كامل مؤشرات السكري في الدم.
هنا أيضاً، هذه النتائج كانت أعلى بشكل واسع من نتائج “مجموعة المقارنة”، التي كان عليها أن تلتزم حرفياً بالريجيم الطبي “الرسمي”، الذي يتضمن الحبوب الكاملة، البقوليات ومنتجات الحليب القليلة الدسم.