تظهر الدراسات أن الفحوصات السنوية “الروتينية” لا تمنع أدنى مرض، ولا أدنى وفاة علاوة على أنها تكلّف الكثير من المال.
من البديهي أن يكون الأمر مختلفاً جداً مع الأطباء المعالجين المختصين بالتغذية، أو بالوقاية أو بالطب الطبيعي، لأنكم ستحصلون على نصائح وإرشادات قيّمة. لكن هؤلاء الأطباء نادرون جداً للأسف. الخبر الجيد هو أن الفحوصات الصحية الروتينية الأهم لصحتكم، تستطيعون أن تجروها بأنفسكم.
إليكم إذن الاختبارات الذاتية ال 3 التي أنصحكم ان تقوموا بها يومياً:
الفحص رقم 3 : راقبوا لثتكم جيداً!
هذا قد يدهشكم، ولكن حالة لثتكم هي إحدى أهم مؤشرات الصحة. إذا كانت لثتكم تنزف عندما تنظفون أسنانكم بالفرشاة، فهذا إنذار عليكم أن تأخذوه بجدية كبيرة. نفس الشيء إذا كانت لثتكم شديدة الاحمرار، أو كانت رائحة نَفَسَكم كريهة. السبب بسيط. يحتوي فمكم على ملايين البكتيريا، ولثتكم مليئة بالأوعية الدموية.
إذن إذا كان لديكم خلل بكتيري في الفم، وإذا كانت لثتكم متضررة، فأنتم معرضون لدخول البكتيريا المسببة للمرض إلى دمكم بتدفق مستمر! الخطر الكبير هو أن البكتيريا تتلف أوعيتكم الدموية وشرايينكم، وتجعلكم أكثر عرضة للذبحة الصدرية أو الجلطة الدماغية.
وهذا ليس كل شيء : فالباحثون يشكّون بأن البكتيريا السيئة قد تهاجر نحو الدماغ…وتسبب الألزهايمر! هذه بالضبط حالة بكتيريا Porphyromonas gingivalis، التي تميّز التهاب اللثة، والتي نجدها في دماغ مريض الألزهايمر !
إليكم اختباراً مفيداً جداً بواسطة فحص تأثير خيط الأسنان على لثتكم.
إذا جعل خيط الأسنان لثتكم تنزف، فهي علامة على أنها متضررة…وأنكم تحتاجون بشكل خاص لتمرير خيط الأسنان بانتظام! وإذا استمر النزيف بعد 3 اسابيع من استعمال الخيط يومياً، فهذا يعني أنكم بحاجة لزيارة طبيب الأسنان، على الأقل من أجل إزالة الجير.
(نقدم لكم بالمناسبة وصفتين لصحة لثتكم : 1) لا تترددوا في القيام بغسل الفم يومياً بزيت جوز الهند أو زيت السمسم و 2) في حال وجود التهاب، ضعوا نقطة من زيت شجرة الشاي على فرشاة أسنانكم كل يوم).
الفحص رقم 4: تساقط الشعر بشكل غير طبيعي
وجد أبي نفسه أصلع في عمر 30 سنة، وليس هناك ما يمكن أن يفعله. هذا ليس مؤشراً على الصحة السيئة، ولكنه ببساطة قانون الوراثة القاسي!
ولكن ما يجب أن يجعلكم تتصرفون، سواء كنتم رجلاً أم امرأة، هو خسارة الشعر السريعة بشكل مفاجئ قليلاً.
فقد يكون هذا علامة على فقر الدم، مشكلة غدة درقية، أو مشاكل أخرى أيضاً.
لذلك إذا شعرتم أن شعركم أصبح أقل كثافة بشكل واضح وذلك في وقت قصير، لا تترددوا في استشارة طبيب.
الفحص رقم 5: ضغط الدم بكل تأكيد!
إنه الفحص الأشهر والوحيد الذي يجريه طبيبكم بشكل منهجي. أنصحكم أن تشتروا جهاز فحص الضغط من الصيدلية، وأن تقيسوا ضغطكم بانتظام بأنفسكم.
هذا لا يحميكم فقط من “تأثير معطف الطبيب الأبيض” (فضغطكم يرتفع عند الطبيب اصطناعياً إذا شعرتم بالخوف)
لكن عندما تكون النتيجة مرتفعة، تستطيعون أن تقيسوا ضغطكم في أوقات أخرى من اليوم لكي تتأكدوا من أنه ليس عابراً. الضغط المثالي هو الذي يتراوح حول 12/ 8 (أو 120/ 80) بدون دواء.
لغاية معدل 16 / 9، يجب أن تتصرفوا بشكل طبيعي : التزموا بنظام غذائي صحي (نظام البحر الأبيض المتوسط)، مارسوا الرياضة، وإذا اضطررتم، خذوا علاجات طبيعية.
فوق 16/ 9، يجب أن تستشيروا طبيباً، وان تبدأوا بالعلاج في انتظار أن يساعدكم تغيير أسلوب حياتكم (مع العلاجات الطبيعية) في الاستغناء عن الأدوية.
بضع فحوصات دم تستطيعون أن تقوموا بها وحدكم. ننهي المقالة مع بعض التحاليل الدموية المهمة التي عليكم أن تقوموا بها بانتظام.
هنا، أنتم مجبرين على التوجه إلى المختبر…ولكن ليس بالضرورة إلى طبيب!
- فيتامين D: يجب أن يكون معدله في الدم بين 50 و 70 ng/ml (وخذوا مكملاً غذائياً من الفيتامين D إذا كان دون ذلك)،
- الحديد: على المعدل المثالي أن يكون مستوى الفيريتين بين 60 و 80 mg/l، إذن تبرعوا بالدم إذا كان فوق 100 mg/l، وجربوا أن تحصلوا على حديد أكثر (من الغذاء) إذا كان تحت 50.
- معدل السكر في الدم على الريق: لا داعي لأن نخبركم عن أضرار السكر على جسمكم ! إذا كان معدل السكر في دمكم يتجاوز 100 mg/dl، فقد حان وقت الاستغناء عن الحلويات والتخفيف من النشويات ذات مؤشر السكر المرتفع (خبز، بطاطس، أرز أبيض…).
- فحص هورمون الغدة الدرقية TSH: إنه ليس فحصاً كاملاً، ولكن إذا كانت النتيجة أعلى من 3 mUI/l، هناك احتمالات كبيرة أن يكون لديكم مشاكل في الغدة الدرقية، عليكم أن تأخذوها بعين الاعتبار كأولوية.
- وهكذا أصبح بمتناول ايديكم فحص روتيني بسيط ولكنه كامل !
المراجع:
- [1] https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMp1507485
- [2] http://www.jaad.org/article/S0190-9622(17)32051-0/abstract
- [3] https://www.revmed.ch/Frequence-cardiaque-repos-utilite-prevention-cardiovasculaire
- [4] https://www.revmed.ch/RMS/2007/RMS-93/2425
- [5] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17329698
- [6] https://www.perio.org/consumer/AHA-statement
- [7] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/30746447
اقرأ الجزء الأول من المقالة: 5 اختبارات صحية عليكم القيام بها بانتظام وحدكم، بدون مساعدة طبية وبدون أي كلفة – الجزء الأول