نعرف كلنا الحديث الشهير المنسوب للرسول (ص) : إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء ما عدا السام.
حتى أنه تم العثور على الحبة السوداء أو حبة البركة في قبر الفرعون المصري توت عنخ آمون، المتوفى منذ حوالى 3300 سنة… وهذا يجعلنا نلاحظ مقدار الأهمية التي أولتها الحضارات القديمة لحبة البركة. وسترون في هذا المقال كيف يثبت العلم بالأدلة القاطعة هذه الأهمية…
لكن أولاً يجب أن نعرّفكم على هذه الحبة الصغيرة. اسمها باللاتينية Nigella sativa وهي نبتة من الفصيلة الحوذانية، يعود أصلها إلى جنوب غرب آسية، تنتج بذوراً صغيرة سوداء مثلثة الشكل ضمن كبسولات. هذه البذور الصالحة للأكل ذات الطعم اللاذع تسمى الحبة السوداء أو حبة البركة أو الكمون الأسود أو الشونيز.
ولكن انتبهوا لئلا تخلطوا بين هذه النبتة ونبتة الشونيز الدمشقي، Nigella damascen، فبذور تلك النبتة سامة.
على الصعيد الغذائي، حبة البركة غنية بالمواد المغذية والمعادن (فوسفات، كالسيوم، بوتاسيوم، حديد، فوسفور)، بالألياف، بالأحماض الدهنية الأساسية، بالبروتينات، بالكاروتين وكذلك بزيوت عطرية فعالة.
يعرف الكثيرون فوائد حبة البركة في علاج المشاكل الجلدية الشائعة وهناك حالياً مستحضرات تجميل عديدة تدخل في تركيبتها.
ما الذي يمكن أن تفعله حبة البركة من أجل صحتكم
لغاية اليوم، صدر حوالى 700 دراسة علمية حول حبة البركة وكلها تؤكد إمكانياتها العلاجية الكبيرة. إليكم الإثبات :
أثبتت دراسة أولى على حوالى ستين شخص، فعالية زيت حبة البركة في علاج التهاب الانف التحسسسي. وزالت عوارض مثل سيلان الأنف، العطاس، تضخم الأغشية المخاطية للأنف، بشكل سريع بعد الأسبوع الثاني من استعماله.
أكدت دراسة أخرى فائدة الحبة السوداء في علاج مرضى الربو. في إيران، درسوا فوائد بخار ماء الحبة السوداء المغلي على المجاري التنفسية للأشخاص المصابين بالربو. وقد أظهرت هذه النبتة تأثيراً يضاهي تأثير دواء الثيوفيلين المضاد للربو.
بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري هي المسؤولة عن أغلب التهابات وتقرحات المعدة. علاجها الأساسي يرتكز على أدوية المضادات الحيوية التي تتراجع فعاليتها سنة بعد سنة بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. كشفت دراسة، جرت على 88 مريض، فعالية حبة البركة في القضاء على البكتيريا بشكل يضاهي تأثير المضادات الحيوية.
تناول 2 غرام من حبة البركة يومياً يساهم في إعادة معدل السكر في الدم إلى وضعه الطبيعي بشكل ملحوظ عند الأشخاص المصابين بالسكري النوع الثاني، بالتكامل مع العلاج التقليدي. إنها نتيجة دراسة جرت على 94 مريض :
السكر في الدم، مقاومة الأنسولين ووظيفة البنكرياس هي المعايير التي تحسنت مع تناول الحبة السوداء. بالنسبة للأشخاص الذين لم يصابوا بالسكري بعد لكنهم معرضين لخطر الإصابة بسبب وزنهم الزائد أو السوابق العائلية أو النظام الغذائي الغني بالسكر، فإن تناول الحبة السوداء بشكل منتظم هو وسيلة طبيعية للحماية من السكري.
أظهرت دراسة أن تناول مستخلص حبة البركة بمعدل 100 إلى 200 ملغ يومياً يحسّن معدل ضغط الدم بظرف 8 أسابيع فقط !
تناول 500 ملغ من مستخلص حبة البركة مرتين يومياً لمدة 9 أسابيع، قادر على تحسين ذاكرتنا ومستوى انتباهنا وقدرتنا العقلية. يركز المشرفون على الدراسة، من جهة أخرى، على أن الحبة السوداء تلعب دور مكمل غذائي قوي مفيد في الوقاية من مرض ألزهايمر وفي الحدّ من تفاقمه.
المدهش أكثر، أن الحبة السوداء لديها أيضاً دوراً تلعبه في حالات الإدمان القوية. جرى بحث على 35 شخص يعانون من الإدمان على المخدرات أو بعض الأدوية. بعد تناول حبة البركة، تراجعت تأثيرات عوارض الانقطاع عن الإدمان بصورة ملحوظة جداً على المدى الطويل مع تراجع خطر الالتهابات عند هؤلاء الاشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز مناعتهم.
هذه الأمثلة العديدة يجب أن تجعل أولئك الذين يواصلون القول إن الحبة السوداء هي مجرد فولكلور، يعيدون النظر في أقوالهم او تفكيرهم.