عندما تستهلك مشروباً غنياً بالسكر، ينتقل السكر بسرعة إلى مجرى دمك. عندما ترتفع نسبة السكر بشكل مفرط في الدم، يفرز البنكرياس الأنسولين لمعالجة السكر بغية الحفاظ على مستوى صحي من السكر في الدم. يعمل الأنسولين على تخزين فائض السكر في الكبد على شكل غليكوجين وفي الخلايا الدهنية على شكل تريغليسريد أيّ أنه ينتج الدهون.
إذا بقي معدل السكر في الدم مرتفعاً لفترة طويلة، تتولى الكليتان المهمة وتفرز السكر في بولك. يصبح بولك حلواً. وعندما يكون بولك حلواً، تشعر بالعطش لأن جسمك يفتقر إلى السوائل بفعل عملية طرح البول. لذا، تشرب أكثر. تُباع مشروبات الطاقة “كمشروبات تروي الظمأ” لكنها في الواقع تجعلك تعطش. إنها حلقة مفرغة من الإدمان.
في هذه الأثناء، يعمل الجسم جاهداً كي يحافظ على مستوى صحي وسليم من الطاقة في دمك، فيخزّن فائض السكر في كبدك وفي الخلايا الدهنية لديك، ويحوّل بعض الفائض نحو بولك منتجاً الأنسولين كالمجنون. لا عجب في أن تشعر بالتعب… حتى لو كنت “لا تمارس الرياضة”. السكر يجعلك تتعب. وأنت تعلم ذلك.
الطبيعي في مواجهة الفيتامينات المصنّعة
لكنك تسأل… ماذا عن الفيتامينات؟ ألا تحتوي بعض مشروبات الطاقة على فيتامينات وعلى عناصر غذائية مهمة أخرى؟ إنّ معظم الفيتامينات التي نجدها في مشروبات الطاقة هي فيتامينات مصنّعة. وتُعدّ الفيتامينات المصنّعة من القذارة وليس من الطعام. تنمو النباتات من القذارة. ويمكنك أن تأخذ كتلة من القذارة إلى مختبر وتعدّ فيتاميناً أو حمضاً أمينياً لكن هل تستطيع أن تعدّ نبتة؟ لا. هل الفيتامينات المصنّعة صحيّة؟ يعجز الجسم في غالبية الأحيان عن امتصاص هذه الفيتامينات وهي ليست فعّالة بقدر الفيتامينات الطبيعية إن لم نقل إنها عديمة الفاعلية. ولا تكون فعالة بقدر الفيتامينات الطبيعية إلا في القليل من الحالات. ولكن هل يمكن ان تكون أكثر فاعلية؟ لا، إلا في حالات نادرة جداً.
إنّ الفيتامينات الطبيعية من ناحية أخرى أكثر كلفة، ويصعب غالباً على المصنّعين أن يذوّبوها في مشروب الطاقة. لذا، يتم استخدام الفيتامينات المصنّعة لأهداف تسويقية.
لكن، لكن… وتجادلني أن مشروب الطاقة الذي تتناوله غني بالتورين! وهذا مفيد بالتأكيد؟ أليس التورين حمضاً أمينياً هاماً؟ وهو يحسّن الأداء العقلي والجسدي، أليس كذلك؟
ويبقى السؤال… هل هو التورين، الحمض الأميني، أم أنه التورين القذر أيّ النسخة المصنّعة في مختبر كيميائي. تم منع التورين الصناعي في بعض الدول إذ ارتبط بارتفاع ضغط الدم، وبالسكتة وبأمراض القلب. لكنك تستطيع شراءه في بلادك في مشروبات الطاقة. كما يمكن أن يحتوي هذا المشروب على صوديوم سيترايت ، فيتامين B3، فيتامين B5، بوتاسيوم، وشيء من الجنسنغ، وشيء من خلاصة الإجاص، بعض من نبتة الغوارانا، بعض من الجينكو بيلوبا، القليل من الكارنيتين، القليل من مضادات الأكسدة، القليل من عشبة المتة، القليل من الكرياتين والاينوزيتول وربما على القليل من نبتة شوك الجمل (العكوب)… وبعض الشاي الأخضر بالطبع. ومن يعلم ما الذي قد يُضاف بعد.
ما الذي يجري فعلاً؟
إنه مفعول التسويق الذكي. ضع حفنة من المكونات غير الضارة في المياه، أضف مادة مُحلية طبيعية أو اصطناعية، اختر اسماً طناناً وشعاراً ملفتاً… وأطلق المنتج في الأسواق. سوّقه كشاحن تربيني يمنحك المزيد من القوة والطاقة لكن لا تتكبّد عناء أن تخبر الناس أنّ هذا الشاحن يجعل المحرك يحترق أسرع؛ وأنت لا تملك سوى محرك واحد هو جسمك.
انتقل بالتسويق إلى المرحلة التالية عبر تطوير منتجات عدة تختلف عن بعضها اختلافاً طفيفاً لتملأ الرفوف باسمك… ولتمنح المستهلك خياراً وهمياً. إنه مشروب طاقة وبالتالي، صمم عبوة توحي بالطاقة واعتمد إعلانات تعكس الطاقة. قل للناس إنه ينعشهم ويمنحهم الطاقة ويولد لديهم شعوراً رائعاً، لكن لا تخبرهم أنه يجعلهم بدينين، وبطيئين ويشعرهم بالكسل والنعاس… وبالإدمان على المدى الطويل.الحقيقة المرّة بشأن مشروبات الطاقة: إنها منتجات مصنّعة لغايات صناعية ،هدفها الربح. تشعر بالتعب؟ ألا يشعر الجميع بالتعب في نهاية اليوم؟ أتريد المزيد من الطاقة؟ من يريد أن ينام فيما البقاء مستيقظاً أكثر إثارة!! تناول مشروب طاقة. ستمرح أكثر، ستعمل لمدة أطول وتبقى مستيقظاً لوقت أطول. لا تقلق بشأن السمنة، ستحرق الكثير من السعرات الحرارية لأنك تبقى مستيقظاً لمدة أطول… لن تصبح سميناً أبداً.