يمكن معالجة الأمراض كلها، لا عددا قليلاً منها، عبر اتباع نظام غذائي صحيح وبالطبع من دون تناول الدواء. يستطيع جسمك أن يشفى ويتعافى شرط أن تمنحه الأرضية المناسبة للمعالجة. بإمكان المتممات الغذائية المساعدة أحياناً، إلا أن غذاءك الصحيح كان ولا يزال دواءك.
في المرة القادمة التي يرتفع فيها ضغط دمك، تذّكر أن بإمكان جسمك السيطرة عليه من دون استشارة الطبيب. تقول الطبيبة “نانديتا شاه” الاختصاصية بالطب التجانسي homeopathy، إن التغييرات في النظام الغذائي تقي وتمنع حتى الإصابة بأمراض مثل ترقق العظام والسكري وحتى ضغط الدم المرتفع من دون تناول أقراص الدواء.
شاه، الطبيبة المعالجة بالطب التجانسي منذ ثلاثين سنة، تقول إن العائق الأكبر الذي يواجهه معظمنا هو عدم فهمنا لأجسامنا. وتقول شاه “إن وضعت الكيروزين في سيارة تسير على الوقود، ستتعطل السيارة”، وتضيف قائلة إن جسم الإنسان يعمل بشكل أفضل إن تناول طعاماً مناسباً له.
تشير هذه الطبيبة إلى أن جسمنا قلوي بمعظمه. فعندما يتراوح الرقم الهيدروجيني ((pHبين 1 و 6،9 يعتبر الجسم حمضياً، أما عندما يتراوح بين 7،1 و 14 يعتبر عندها قلوياً. الرقم الهيدروجيني الطبيعي عند الإنسان هو 7،45 وهذا المعدل يشير إلى أن الجسم قلوي
الفواكه والخضار كلها والعصائر الطبيعية مثل عصير جوز الهند هي قلوية وهذا يجعلها أطعمة أفضل من البروتينات الحيوانية وأفضل من الشاي والقهوة والسكر والكحول والطعام المعلّب الذي يحتوي على مستويات عالية من الحموضة. وتقول “شاه” إن عدم التوازن في معدل الرقم الهيدروجيني قد يؤدي إلى تعطيل النشاط الخلويّ، مسبباً مشاكل صحية تتراوح بين القرحة وأمراض القلب.
العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة لا تعمل بمعزل عن بعضها بعضاً ، بل تعمل معاً كوحدة متكاملة متآزرة. نحن نركز في أغلب الأحيان على عناصر غذائية فرديّة مثل الفيتامين C والكالسيوم، ولا نفكر كيف يمكن لهذه العناصر الغذائية العمل مع بعضها البعض مما يجعلها مفيدة جداً.
أجرت مجلة التغذية (The journal of Nutrition) في العام 2004 دراسة على الفئران التي كانت تتغذّى من الطماطم والبروكولي. كانت أورام البروستات تنمو بشكل أقل لدى الفئران التي تتغذى من الطماطم والبروكولي معاً مما لدى الفئران التي كانت تتغذى من الطماطم والبروكولي كل على حدة. كما أن العلماء فصلوا وأزالوا المواد المحاربة للسرطان في الطماطم والبروكولي وغذّوا الفئران منها، إنما كانت غير فعّالة.
الهدف الذي أحاول بلوغه هو تبيان أن مكمل الليكوبين (العنصر الغذائي الفعّال في الطماطم) قد يكون مفيداً، أما تناول حبة الطماطم بكاملها فأكثر إفادة وأن حبة الطماطم تلك مع القليل من الدسم أفضل بكثير، ولكن تناول حبة الطماطم تلك مع القليل من الدسم وبعض البروكولي أفضل أكثر بكثير. لماذا بالتحديد؟ لا يزال العلماء غير متأكدين ولكن ذلك يعزو إلى تآزر الأطعمة مع بعضها بعضاً.